تزامنا مع انطلاق موسم الاصطياف تشهد العديد من الحدائق العمومية على مستوى ولاية الجزائر إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والعائلات العاصمية التي تفضل التردد على المساحات والفضاءات الخضراء وشواطئ البحر المكتظة لتنعم بالراحة والهدوء والهروب من الأجواء الحارة سيما مع حلول فصل الصيف الذي تبلغ فيه درجة الحرارة ذروتها. حديقة التجارب بالحامة التي تتوسط حي بلكور الشعبي من بين الفضاءات التي تلقى إقبالا واسعا من طرف الزوار المتوافدين من كل حدب وصوب، حيث تتأهب العائلات في كل ظهيرة رفقة أولادها الذين هم في عطلة لارتياد هذه الحديقة التي يعود تاريخ نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية قصد التسلية والترفيه وكذا التجوال في أرجائها الواسعة واكتشاف مناظرها الطبيعية الخلابة والمعارض الطبيعية التي تضم نماذج من المحميات الكائنة بمختلف مناطق الوطن منها محميتا جرجرة والقالة، كما تولت إدارة الحديقة جلب أنواع عديدة من الأزهار والنباتات والأشجار قصد تزيين أرجائها، بالإضافة إلى حديقة الحيوانات التي يقصدها المواطنون بمختلف فئاتهم والتي تتضمن أنواع الحيوانات سيما النادرة منها على غرار الفيلة والفهود والنمور والطاووس. وتجدر الإشارة إلى أن حديقة الحامة التي فتحت أبوابها للزوار في الأشهر الأخيرة بعد سنوات من الإغلاق، استحدثت إجراءات تنظيمية وأمنية صارمة تراعي خصوصية العائلات الجزائرية من خلال تجنيد 130 عون أمن مزودين بكلاب مدربة وفرق للشرطة مهمتهم السهر على ردع كل مظاهر التخريب والانحراف ومراقبة كل ما يجري في الحديقة، كما سيشرف على إدارتها لأول مرة مجلس علمي يتكون من خبراء وعلماء وباحثين يتولون تنفيذ البرنامج الجديد لحديقة تعتبر بمثابة جنة في قلب العاصمة تمكن المواطنين من التمتع من جمالها وكنوزها النادرة . وقد تم إمداد هذه الحديقة، خلال عمليات التهيئة التي خضعت لها منذ سنة 2005، بالتنسيق مع وفد فرنسي يضم 15 خبيرا فرنسيا، بالمياه الصالحة للشرب التي انقطعت منذ عدة سنوات، من خلال وضع أنابيب المياه بالإضافة إلى ترميم بعض الآبار ومنابع المياه مما مكن من فتح الأحواض المائية التي تحتوي على مختلف أنواع الأسماك. وبهدف الاهتمام أكثر بالأطفال تم إنشاء داخل حديقة التجارب بالحامة روضة للأطفال تتمكن من خلالها البراعم الصغيرة من القيام بمختلف النشاطات على غرار الرسم والأعمال اليدوية التي من شأنها تنمية قدراتهم وصقل مواهبهم . وقد كانت الحديقة أرضا للتجارب العلمية التي كان يجريها المستعمر على النباتات التي كان يحضرها من المستعمرات الإفريقية، حيث يتم زراعتها في هذه الحديقة لتتأقلم مع المناخ المتوسطي لتصديرها إلى أوروبا. كما صنفها الخبراء الفرنسيون من ضمن الحدائق الخمس الأجمل في العالم نظرا لقيمتها الإيكولوجية العالية.