تخلى الأمين العام الأممي بان كي مون رسميا على الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم كمبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية، وتركه يٌقدم هو شخصيا على إعلان عدم تجديد الثقة فيه بدل ان يأتي ذلك من الهيئة الأممية كما جرت العادة. لقد انتهت مهمة بتر فان فالسوم كمبعوث شخصي يوم 21 اوت الجاري ورفض الامين العام الأممي تكليفه مرة اخرى في هذا المنصب بعدما أصبح غير مرغوب فيه وليس محل ثقة في التوسط لطرفي النزاع في الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمغرب. وكشف فان فالسوم في مقال نشره في جريدة "الباييس" الاسبانية اول أمس الخميس تحت عنوان "المشكلة الطويلة والمعقدة لنزاع الصحراء" انه لم يعد يتولى هذه المهمة والمنصب التفاوضي، وذلك بعد ان تيقن ان بان كي مون لن يجدد فيه الثقة. واكدت ماري أوكابي الناطقة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اول امس بعد صدور المقال انتهاء مهمة فالسوم وأن الأمين العام أشاد بالعمل الذي قام به. وذكر بان كي مون في بيان له أنه "خلال الثلاث سنوات الأخيرة عمل فان فالسوم مع الأطراف ومع الدول الجارة وباقي الشركاء بهدف عقد أربع جولات من المفاوضات" وتعهد بان يختار قريبا مبعوثا جديدا للصحراء. وتوقعت أوكابي في امكانية عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع خلال الخريف مما ترك الانطباع ان بان كي مون قد اختار مبعوثا شخصيا جديدا في انتظار الكشف عن هويته. وكان طرفا النزاع عقدا أربع جولات مفاوضات بين جوان من العام الماضي ومارس من العام الجاري دون ان تسجل أي تقدم يذكر. وأضافت أن بان كي مون "مقتنع تماما بأن هناك حاجة لإعطاء دينامية جديدة لمسلسل المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي" لقضية الصحراء في تبرير واضح لأسباب عدم تجديد الثقة في الدبلوماسي الهولندي الذي أصبح غير مرغوب فيه من طرف جبهة البوليساريو التي عبرت عن رفضها لوساطة فان فالسوم على خلفية تصريحاته المنحازة للطرف المغربي حيث قال انه يتعين على الشعب الصحراوي التخلي عن الاستقلال، وقبول الحكم الذاتي واعتبر المطالبة بحق تقرير المصير "امرا غير واقعي". وسيكون ذهاب فان فالسوم بمثابة نجاح يحسب للبوليساريو، وفي رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يوم 16 أوت الجاري أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن فان فالسوم قد اثبت "كليا" أنه غير كفء لرئاسة أية مفاوضات مستقبلية بين جبهة البوليساريو والمغرب. وأوضح في هذا السياق "بتبنيه عن عمد لموقف مؤيد للمغرب من خلال تعزيزه لموقف المغرب (الذي لا يتصور أي حل آخر خارج عن إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة)، فإن المبعوث الخاص يتجرد من السلوك المحايد الذي يجب أن يتوخاه في مهمته ضاربا عرض الحائط بالشرعية الدولية مما جعله يثبت أنه غير كفء للإشراف على أية مفاوضات مستقبلية بين جبهة البوليساريو والمغرب" . وكان فالسوم عين في منصبه كمبعوث شخصي في عهد الأمين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان وذلك سنة 2005 خلفا لجيمس بيكر المستقيل.