حققت القضية الصحراوية نصرا جديدا حسب المتتبعين، وهذا بانتصار جبهة البوليساريو ممثل الشعب الصحراوي في معركة دبلوماسية أخرى في أروقة الأممالمتحدة بعد إعلان الأمين العام بان كي مون بعدم تجديد العهدة للوسيط الدولي في قضية الهولندي بتر فان فالسوم. فقد نقلت أمس مصادر من مبنى منهاتن بنيويورك، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قد قرر عدم تمديد ولاية مبعوثه الخاص للصحراء الغربية، وهذا بعد انتهاء عهدته المصادفة لتاريخ ال 21 من الشهر الجاري. وكانت جبهة البوليساريو قد عارضت وبشدة تجديد مهام فالسوم، مهددة بإنهاء التفاوض مع المغرب، نتيجة اتخاذ فالسوم مواقف لصالح المغاربة، حيث أعلن في حديث صحفي لأكبر جريدة اسبانية أن استقلال الصحراء الغربية هو '' خيار غير واقعي '' ، وهو الموقف الذي يتعارض مع ذلك الذي أعرب عنه الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن واللوائح الأممية، لاسيما قرارات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار. كما سبق هذا، موقف '' البوليساريو '' على لسان الرئيس الصحراوي في رسالته التي بعث بها للأمين العام الأممي مطلع هذا الشهر'' 04 من أوت الجاري '' ، حيث أعرب عبد العزيز عن '' الدهشة والرفض في أعقاب البيان الذي أدلى به بيتر فان فالسوم في تقريره في أفريل الفارط، إلى مجلس الأمن الذي يناقض بشكل كبير وغير مقبول الموقف التقليدي للأمم المتحدة بشأن مشكلة إنهاء الاستعمار، وبالتالي القانون الدولي. بالإضافة إلى هذا فقد عبر الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أثناء زيارته للجزائر، بالقول '' نحن نؤيد مبدأ المفاوضات مع المغرب، وقد وافقت على السفر إلى الجولة الخامسة في نيويورك ولكن من دون مشاركة فان فالسوم '' . من جانب آخر تمنى خبراء ومختصون في القضية الصحراوية، أن يكون رحيل بيتر فان فالسوم عاملا على تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مستقبل الصحراء الغربية، وهذا بعقد جولة أخرى خامسة بمناهست الأمريكية أو بمكان آخر، لكنهم أبدوا مخاوفهم من الدعم غير المشروط الذي أبدته الدول الكبرى، بما فيها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية لصالح المغرب، وهو الشيء الذي لا يزال العقبة الرئيسية في طريق إيجاد حل عادل لهذا الصراع. جدير ذكره أن بيتر فان فالسوم 74سنة، كان قد حل في العام 2005 محل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر والذي أوكلت له مهام الوساطة لإيجاد حل للقضية الصحراوية. وكان الدبلوماسي الهولندي قد خرج عن تحفظه وواجب الحياد في مقابلة مع جريدة الباييس الإسبانية، حيث أدلى '' بأن استقلال الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة والتي ضمها المغرب بالقوة في العام 1975 '' ليس هدفا يمكن الوصول إليه اليوم '' ، معللا ذلك بتمسك الشعب الصحراوي وقيادته بالاستقلال، في مقابل تمسك المملكة المغربية باحتلالها للصحراء الغربية. وللتذكير أيضا فقد شنت جبهة البوليزاريو إلى غاية 1990 كفاحا ضد القوى المسلحة المغربية التي اجتاحت الصحراء الغربية سنة ,1975 ويسري حاليا بين الطرفين وقف لإطلاق النار تحت مراقبة القبعات الزرق الأممية.