بدأ الأمين العام الاممي بان كي مون منذ نهاية الأسبوع في رحلة بحث جديدة عن خليفة لموفده الخاص إلى الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم بعد رفض الهيئة الأممية تجديد مهمته التي انتهت يوم 21 من الشهر الجاري. وأكدت مصادر الأممالمتحدة أن مهمة الدبلوماسي الهولندي لم يتم تجديدها وان هذا الأخير سيتم تعويضه قريبا. وكان المبعوث الخاص للامين العام إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم قد ذكر مساء الخميس أن عهدته التي انتهت في 21 أوت الجاري لم يتم تجديدها. والمؤكد أن بان كي مون الذي أخذ على عاتقه مهمة إنهاء النزاع في الصحراء الغربية ووضعه ضمن أولوياته منذ انتخابه على رأس الأمانة العامة للأمم المتحدة سيأخذ بعين الاعتبار معايير محددة لتعيين خليفة فالسوم تراعي بشكل أساسي الالتزام بالحياد وعدم الانحياز إلى أي من طرفي النزاع وهي الصفة التي حاد عنها هذا الاخير بعد أن نصب نفسه مدافعا عن الطروحات الاستعمارية المغربية والتي لم تتمكن الرباط من فرضها بقوة النار منذ أكثر من ثلاثة عقود على الشعب الصحراوي. وكان الدبلوماسي الهولندي فجر قنبلة في مسار المفاوضات الصحراوية المغربية الجارية في جولتها الرابعة بمنتجع مانهاست بمدينة نيويوركالأمريكية عندما أكد نهاية افريل الماضي أن استقلال الصحراء الغربية "مطلب غير واقعي ولا يمكنه التحقق في الظروف الراهنة" . وكانت هذه العبارة كافية للحكم على مستقبل فالسوم كوسيط في نزاع معقد بدرجة التعقيد التي يعرفها النزاع في الصحراء الغربية وكان يجب على بان كي مون إقالته في حينها والبحث منذ ذلك التاريخ عن خليفة له بدل انتظار كل هذه المدة التي كان يتوقع أن تشهد إجراء جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع. وهي الزلة الدبلوماسية التي كررها بداية شهر أوت الجاري ودفعت بالرئيس محمد عبد العزيز الى التاكيد في رسالة الى بان كي مون رفضه التعامل مع فالسوم "الذي اثبت عدم أهليته للإشراف على أية مفاوضات مستقبلية بين جبهة البوليزاريو والمغرب. ويكون الأمين العام الاممي من خلال قراره التخلي عن فالسوم قد خضع لمطالب الطرف الصحراوي الذي رفض الجلوس ثانية إلى طاولة المفاوضات مع المغرب مادام الدبلوماسي الهولندي باقيا على رأس الوساطة الأممية. وأجمعت تصريحات كل المسؤولين الصحراويين على رفض التعامل معه بعد أن خرق واجب التحفظ في إطار مهمته كوسيط يقوم بتقريب وجهات النظر دون أي ضغط أو تأثير مهما كانت طبيعته على أي من طرفي النزاع. يذكر أن فالسوم قام بدور الممثل الشخصي للامين العام الاممي في النزاع الصحراوي منذ سنة 2005 خلفا لسابقه الأمريكي جيمس بيكر الذي اصطدم بالرفض المغربي لخيارات التسوية النهائية لهذا النزاع. ووجدت تصريحات فالسوم المفاجئة والتي حكمت بنهاية مهمته ترحيبا من السلطات المغربية بعد ان وجدت فيه المدافع عن طروحاتها الاستعمارية. وسارع خالد الناصري الناطق باسم الحكومة المغربية إلى تثمين تصريحات فالسوم ووصفها ب "العقلانية والمسؤولة" على خلفية دفاعه على سياسة الامر الواقع المغربية. وقال الناصري أن الموفد الخاص الاممي امتاز بمستوى عال من الجدية والحياد ونحن لا نريد العودة إلى السنوات العجاف التي عرفها ملف النزاع في إشارة واضحة إلى المهمة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر كموفد شخصي للامين العام الاممي السابق كوفي عنان واتهم فيها الرباط مباشرة بمسؤوليتها في إفشال مساعيه ودفعه إلى تقديم استقالته. ولكن الرباط لم تكن لديها ثلاث سنوات من قبل الشجاعة الكافية للاعتراف أن خطة جيمس بيكر تبقى الأكثر عقلانية منذ بدء الوساطة الاممية بعد أن أخذت في الحسبان بمواقف كل الأطراف وبطريقة أكدت حنكته السياسية لتسوية احد أقدم النزاعات في العالم. يذكر ان جيمس بيكر اقترح خطة تسوية عبر مراحل يمنح خلالها الصحراويون حكما ذاتيا موسعا لمدة خمس سنوات تحت السيادة المغربية على أن تمنح لهم الفرصة بعد انقضاء تلك المهلة لتنظيم استفتاء يختارون بعدها بين البقاء تحت السيادة المغربية أو الاستقلال.