شدد أحمد أويحيى، رئيس الحكومة، في افتتاح أشغال اللجنة الجزائرية السورية المشتركة أمس، على صلابة العلاقات التي تربط الجزائر وسوريا والشعبين الشقيقين، مؤكدا على ما شهدته هذه العلاقات من تلاحم على مر التاريخ، وأشار أويحيى إلى أن سوريا والجزائر تتمتعان بمؤهلات حقيقية وقواعد متينة يمكن الارتكاز عليها لتحقيق انطلاقة فعلية بينهما تعتمد على نظرة استراتيجية تشمل الفضاء الاقتصادي بجوانبه المتعددة، وفي مجال الاستثمار والشراكة، معرباً عن الطموح بمزيد من التعاون والتكامل، واعتبر أن انعقاد الدورة فرصة لتحقيق التوازن في المصالح المتبادلة وتجسيدا للإرادة المشتركة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وبشار الأسد. ولفت رئيس الحكومة إلى أهمية انعقاد هذا الاجتماع في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية دقيقة وحساسة تتطلب منا تكثيف التشاور والتنسيق بغية مواجهة التحديات المفروضة، ونوه أويحيى بأهمية انعقاد القمة العربية في دمشق والتي شكلت فرصة هامة للجميع للوقوف وقفة مع الذات والتشاور المعمق والدراسة المستفيضة لمستجدات أوضاع أمتنا، حيث خرجت القمة بقرارات تستجيب لواقع الحال لحلحلة القضايا العربية وخدمة صالح الأمة بما يفضي إلى العمل على استعادة الحقوق العربية المشروعة، وعلى رأسها إزالة الاحتلال عن أراضينا المحتلة، معبرا عن تضامن الجزائر مع الشقيقة سوريا حتى استعادة سيادتها على أراضيها المحتلة وتعزيز حقها المشروع في الأمن والسلم والتنمية. وعبّر أويحيى عن عرفان الجزائر لسوريا وللرئيس الأسد لما وظفه من جهود لإنجاح القمة، مؤكدا أن الجزائر لن تدخر جهدا في تدعيم كل المساعي الرامية إلى رص الصف العربي، وتفعيل تضامن الأمة العربية بما يمكنها من استرجاع جميع حقوقها المشروعة وكسب رهان التنمية والتكامل.. ومن جهته، أكد محمد ناجي عطري، رئيس مجلس الوزراء السوري، على متانة العلاقات وعمق الروابط التاريخية بين سوريا والجزائر، وقال عطري إن هذه العلاقات تجعل من اجتماع اللجنة في دورتها الأولى ملتقى لتفاعل الأفكار والآراء بما يعطي قوة دفع لمسارات التعاون المشترك بين البلدين استجابة لتوجيهات رئيسي البلدين عبد العزيز بوتفليقة وبشار الأسد.. ويرى محمد ناجي عطري أن هذه المرحلة من مراحل العلاقات الدولية تستدعي بشكل ملحّ وعاجل تعزيز التضامن العربي وتكامل الموارد البشرية والمادية لخدمة قضايانا المصيرية.. ولفت إلى تمسك سوريا والجزائر بالثوابت الوطنية والقومية في مواجهة الضغوط والتحديات، مشيرا إلى أهمية تطوير علاقات التعاون بينهما والارتقاء بها عبر عمل دؤوب وجهد مشترك يفضي إلى استكشاف الصيغ التي تدفع بمجالات تعاونهما الأخوي إلى آفاق جديدة تجعل منه ومن كل تعاون بين بلدين عربيين منطلقاً لتعاون عربي أوسع وأشمل، خصوصاً في هذه المرحلة التي يخيم فيها شبح الركود الاقتصادي على العالم، وتداعيات الأزمة المالية والغذائية. وكان قد سبق اجتماع اللجنة المشتركة لقاء بين أويحيى ورئيس الوزراء السوري بحثا خلاله علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين سوريا والجزائر، وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها بما يحقق مصالحهما المشتركة في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية. كما استعرضا قضايا وموضوعات التعاون المدرجة على جدول أعمال اللجنة العليا السورية الجزائرية المشتركة المنعقدة في دمشق، وآليات تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وأهمية رفدها باتفاقات جديدة تهدف إلى تعزيز مسيرة التعاون الجزائري السوري في المجالات المختلفة، يأتي ذلك في إطار الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة إلى سوريا والتي تستمر يومين، يترأس خلالها الجانب الجزائري في اجتماعات اللجنة العليا السورية الجزائرية المشتركة بدورتها الأولى. ويرافق رئيس الحكومة وفد رسمي يضم وزراء التجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، وأمين عام وزارة الطاقة والمناجم وأمين عام وزارة الصناعة والمساهمة وترقية الاستثمارات، ومدير عام البلدان العربية، كما يرافقه وفد فني واقتصادي.