درس أمس بدمشق رئيس الحكومة أحمد أويحيى مع نظيره السوري محمد ناجي عطري علاقات التعاون المشترك بين البلدين وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها بما يحقق مصالحهما المشتركة في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية، مؤكدا في كلمة له على صلب العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، ودلك في اليوم الأول من زيارته الرسمية الى دمشق التي ستستمر الى غاية اليوم ،والتي سيرأس فيها أويحيى وعطري أشغال اللجنة العليا السورية الجزائرية المشتركة. وأكد رئيس الحكومة في كلمة له على متانة العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين ،مشيرا الى على ما شهدته هذه العلاقات من تلاحم على مر التاريخ ،ومضيفا أن سوريا والجزائر تمتلكان مؤهلات حقيقية وقواعد متينة يمكن الارتكاز عليها لتحقيق انطلاقة فعلية بينهما تعتمد على نظرة إستراتيجية تشمل الفضاء الاقتصادي بجوانبه المتعددة في مجال الاستثمار والشراكة معرباً عن أمله في مزيد من التعاون والتكامل . وقال أويحيى أن انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا السورية الجزائرية المشتركة فرصة لتحقيق التوازن في المصالح المتبادلة وتجسيداً للإرادة المشتركة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره بشار الأسد ملفتا في الوقت ذاته إلى أهمية انعقاد هذا الاجتماع الذي يجرى في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية دقيقة وحساسة تتطلب من البلدين تكثيف التشاور والتنسيق بغية مواجهة التحديات المفروضة،ومجددا تضامن الجزائر مع الشقيقة سوريا في عملها لاستعادة سيادتها على أراضيها المحتلة وتعزيز حقها المشروع في الأمن والسلم والتنمية،وكذا عدم ادخارها أي جهد لتدعيم كل المساعي الرامية إلى رص الصف العربي، وتفعيل تضامن الأمة العربية بما يمكنها من استرجاع جميع حقوقها المشروعة وكسب رهان التنمية والتكامل. ومن جانبه اعتبر محمد ناجي عطري ان العلاقات التي تجمع البلدين متينة وصلبة ، الأمر الذي يمكنها من ان تجعل اجتماع اللجنة في دورتها الأولى ملتقى لتفاعل الأفكار والآراء بما يعطي قوة دفع لمسارات التعاون المشترك بين البلدين و ،حيث قال في هذا السياق ''إننا مدعوون إلى العمل الجاد والرؤى المبتكرة التي تتيح استكشاف السبل العملية والوسائل والآليات الكفيلة بتحقيق اختراقات نوعية ترفع من مستويات تعاوننا المشترك في الميادين الاقتصادية والتنموية والثقافية ،وتوفر الأرضية الناظمة لها من خلال تقويم الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والعمل على تفعيلها ورفدها باتفاقيات جديدة في المجالات المختلفة". وكان رئيس الحكومة قد تطرق في لقائه الأول مع نظيره السوري الذي جرى على انفراد وتوسع بعدها ليشمل جميع أعضاء الوفدين الى قضايا وموضوعات التعاون المدرجة على جدول أعمال اللجنة العليا السورية الجزائرية المشتركة المنعقدة ، كما تدارسا الآليات الكفيلة بتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وأهمية تجسيدها باتفاقات جديدة من شانها ان تدفع عجلة التعاون الثنائي للبلدين الى الأمام في جميع المجالات ،ومعلوم ان هذه الدورة ستكون موعد للتوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة منها اتفاقية قنصلية تخص تنظيم حركة وتنقل وإقامة أفراد الجاليتين في البلدين،و اتفاقية صحية خاصة بتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيات الحديثة ، ،وأخرى متعلقة بالنقل البحرى والبري، إضافة الى التوقيع على ثلاث برامج تعاون قطاعية تخص قطاعات الزراعة والثقافة والتعليم العالي إضافة إلى بروتوكول اتفاق يتعلق بإنشاء مجلس لرجال أعمال البلدين . ويشمل جدول أعمال نشاط رئيس الحكومة لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد،و آخر مع و الجالية الجزائرية المقيمة في سوريا التي يقدر عددها بحوالي 5600 شخص في حين تقيم بالجزائر جالية سورية تعدادها 7000 شخص، إضافة الى زيارته لبعض الآثار التاريخية بدمشق ،منها قصر الأمير عبد القادر الجزائري بتدمر شمال دمشق وجامع الأمويين بدمشق القديمة.