أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمس الثلاثاء أنه سيتم إبتداء من سنة 2009 تخصيص 10 بالمائة من مداخيل صندوق دعم الإبداع لتمويل أعمال الترجمة الأدبية في الجزائر. فالت تومي خلال الندوة الدولية الأولى للترجمة الأدبية بالجزائر أن هذا الدعم الهام يأتي لترقية عمل الترجمة في الجزائر من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية والعكس إضافة إلى ترجمة اللغة الأمازيغية إلى العربية أو اللغات الأجنبية الأخرى. وسيمكن هذا القرار - توضح الوزيرة - من إثراء رصيد الأدب الجزائري وكذا تعريف المجتمعات الأخرى بمنتوجاتنا الأدبية والإبداعية داعية في هذا الإطار المترجمين إلى تحضير أنفسهم للتجند بقوة في هذا المسعى. كما يأتي هذا القرار كحل للمشاكل التي تعرفها الترجمة في الجزائر وهي "رفض الكثير من دور النشر المغامرة في ترجمة الأعمال الأدبية وبخاصة الروائية والمسرحية والشعرية لأنها مكلفة بسبب مستحقات الترجمة من حقوق وتصحيح ومراجعة وتدقيق". وحسب الوزيرة فقد دفعت هذه العوائق بالكثير من الناشرين إلى "تفضيل نشر كتب ظرفية وسياسية التي لها رواج حتى أصبحت الترجمة سلعة مثل كل السلع" وهو الأمر الذي تتخوف منه الوزارة في ظل ما يسمى بالعولمة. وأعربت المسؤولة عن أملها في "ألا يبقى العمل المترجم رهينة الإهتمامات الفردية والظرفية" بل يدخل ضمن "إستراتيجية مضبوطة" تخدم المجتمع وبخاصة المنظومة التربوية والجامعية والفكر العقلاني وهذا الأمر الذي سيمكننا - كما قالت - من المشاركة في الحوار الإيجابي بين الثقافات والحضارات. كما إعتبرت الوزيرة الترجمة أحد معايير النمو الفكري مرجعة من جهة أخرى سبب قلة القراءة والمقروئية ل"عدم إهتمام المدرسة والجامعة بالعمل الروائي المترجم من وإلى مختلف اللغات". وأكدت من جهتها سميرة نقروش مديرة النشر والترجمة في المعهد العالي العربي للترجمة والقلم الدولي أن مشكل الترجمة في الجزائر "لن يحل إلا بالتكفل بالمشاكل التي يتخبط فيها التأليف والنشر والتوزيع بصفة عامة". ودعت في هذا الإطار إلى ضرورة توفير المساعدة والدعم الحقيقي لتكثيف إنتاج المترجمين مذكرة في هذا الشأن أنه في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية تم ترجمة حوالي 120 كتاب. وبدورها تطرقت المديرة التنفيذية للجمعية الدولية للكتاب وحماية حرية التعبير كارولين ماك كورميك إلى أهمية الترجمة بإعتبارها النافذة التي تمكننا من الإطلاع على الثقافات الأخرى. ومن بين المشاكل التي تعرفها الترجمة في الجزائر ذكر المترجم محمد ساري "أننا لا زلنا لم نتمكن من تجاوز الفردية في الترجمة الأمر الذي يستوجب العمل على إنشاء مؤسسة تتكفل بالترجمة الجماعية التي تعد من الأهداف الأساسية للندوة".