دعا وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد أمس الأربعاء رؤساء البلديات الى الانخراط أكثر في تسيير المطاعم المدرسية مشددا على أهمية "التسيير العقلاني" للأموال التي تخصصها الدولة لهذه المطاعم. وأوضح بن بوزيد لدى إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني لتسيير المطاعم المدرسية أنه سيراسل الولاة بغية إخطار رؤساء البلديات بذلك لا سيما -كما قال- وأن العديد من البلديات وجدت نفسها "عاجزة عن تمويل المطاعم المدرسية". وبعد أن ذكر بأن الدولة أخذت على عاتقها هذه المهمة (تمويل المطاعم المدرسية) أكد الوزير أن رؤساء البلديات "مطالبون من الآن فصاعدا بتسيير هذه الأموال وهم مسؤولون قانونيا على ذلك". كما شدد على أهمية التغذية المدرسية في مكافحة التسرب المدرسي معتبرا إياها بمثابة "عملية تربوية محضة تتماشى مع الاصلاح الجاري في القطاع بهدف تحسين المستوى ورفع المردودية". وألح في السياق نفسه على ضرورة توصل هذا الملتقى الى توصيات من شأنها المساهمة في بلورة وإثراء قانون جديد سيعرض لاحقا على مجلس الحكومة من أجل تحسين تسيير المطاعم المدرسية ومراعاة توفير شروط الصحة والنظافة في إعداد الوجبات المدرسية. ومن شأن هذا القانون -مثلما أضاف- أن يحدد مسؤوليات وصلاحيات كل طرف علاوة على جعل جمعيات أولياء التلاميذ "طرفا فاعلا" في تسيير هذه المطاعم. وكشف الوزير بالمناسبة في تصريح للصحافة على هامش هذا الملتقى عن وجود مشروع لإنجاز 1.500 مطعم تضاف الى شبكة المطاعم المدرسية الموجودة حاليا والمقدرة بأزيد من 12 ألف وحدة. من جهتها أشارت مديرة الانشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي بالوزارة السيدة ربكي في عرض قدمته بالمناسبة الى أن شبكة المطاعم المدرسية "تشتغل بصفة عادية بداية من أول أكتوبر المنصرم عبر كامل ولايات الوطن". غير أن نفس المتحدثة لاحظت وجود "نقائص عديدة" على مستوى تسيير المطاعم المدرسية منها "عدم التحكم في التسيير" وكذا "اللامبالاة والإهمال من طرف بعض المسيرين" مشيرة الى أن الوزارة "إتخذت كل الاجراءات اللازمة" في هذا المجال. وحسب الأرقام المقدمة فإن عدد التلاميذ المستفيدين إرتفع من 600 ألف في سنة 1999 الى أكثر من مليونين و700 ألف تلميذ في سنة 2008 أي بنسبة تغطية تصل الى 72 بالمائة من تلاميذ التعليم الابتدائي. ويرجع هذا التطور -حسب وزارة التربية الوطنية- الى تنشيط برنامج إنجاز المطاعم المدرسية وكذا بفضل الزيادة في الاعتمادات المخصصة لسير هذه المطاعم والتي انتقلت من 500 مليون دج في سنة 1999 الى 7,3 مليار دج في سنة 2007. كما استفاد قطاع التربية الوطنية من غلاف مالي قدره 11,920 مليار دج في إطار ميزانية التسيير لسنة 2008 وبفضل ذلك إرتفعت نوعية الوجبة الغذائية "بشكل ملحوظ" كما أكده بعض المتدخلين في هذا اللقاء. ويشارك في هذا الملتقى الذي يدوم يومين كل الفاعلين المعنيين بسير المطاعم المدرسية من مفتشين ومستشارين تربويين ومديري المدارس الابتدائية بالاضافة الى أطباء وحدات الكشف والمتابعة وممثلين عن وزارات الداخلية والصحة والتضامن الوطني وكذا جمعيات أولياء التلاميذ.