اعترف المدير الجديد لوكالة الاستخبارات الامربكية ليون بانيتا بإساءة إدارة قضية عميل جهاز الاستخبارات الأمريكي بالجزائر اندرو وران من قبل الوكالة في محاولة للتغطية على الفضيحة التي انفجرت في وجهه في مستهل عهده على رأس أقوى جهاز استعلامات في العالم. وأوضح الخميس خلال جلسات سماع أمام أعضاء لجنة الاستخبارات بالكونغرس انه سيقدم تفاصيل القضية لاحقا أمام أعضاء الكونغرس مباشرة بعد انتهاء التحقيقات التي تجريها وزارة العدل الأمريكية في القضية. وقال مسؤول "سي أي إي" الموكلة إليه تحسين صورة المؤسسة الأمنية الأضخم والاقوى في العالم أن العميل اندرو وران سيطرد من الخدمة تبعا للتجاوزات التي ارتبكها خلال عمله. وواجه بانيتا الذي يتعرض لرفض من قبل أعضاء جمهوريين لقلة خبرته في المجال الاستخباراتي انتقادات حادة من أعضاء في الكونغرس وخصوصا النساء حيث اعتبر ما قام به عميل "سي أي إي" بالجزائر نوعا من التعذيب لانتزاع المعلومات. وتأتي الخطوة في محاولة من واشنطن لإنقاذ العلاقات مع الجزائر وخصوصا في المجال الأمني التي تعتبر وثيقة خصوصا في مجال مكافحة الارهاب. واعلن بانيتا انه ينوي ان يحدث قطيعة كاملة مع ممارسات الوكالة المثيرة للجدل في عهد الرئيس السابق جورج بوش مثل تقنية الايهام بالغرق او نقل معتقلين الى دول اجنبية لإخضاعهم للتعذيب. وخلال جلسة استماع في الكونغرس اشار ليون بانيتا الى ان سمعة السي آي ايه تضررت كثيرا بعدما اكدت خطأ وجود اسلحة دمار شامل في العراق ما سمح لبوش بتبرير اجتياح هذا البلد العام 2003 وبعد الكشف عن اجراءات مثيرة للجدل على صعيدي الاعتقال والاستجواب. واكد بانيتا امام اعضاء مجلس الشيوخ الذين يفترض ان يثبتوا تعيينه في هذا المنصب "اريد طي صفحة هذه الحقبة" و"تولي مسؤوليتنا مع احترام القانون والدستور" في حين اعلن الرئيس اوباما وقف العمل بوسائل الاستجواب التي كانت تعتمدها السي آي ايه وبالسجون السرية. وقال بانيتا "بموجب المرسوم الذي اصدره الرئيس (باراك اوباما) يحظر ارسال اي شخص الى الخارج ليتم تعذيبه او الى بلد ينتهك القيم الانسانية" مؤكدا ان وكالة الاستخبارات الاميركية لن تلجأ بعد الان الى هذه الممارسات. لكن المدير المقبل للسي آي ايه اعتبر ان بعض عمليات نقل سجناء "مناسبة" اذا سلموا الى قضاء دولة ليحاكموا بشكل مناسب. وتمتلك الولايات المتحدة كذلك حق ابقاء مشتبه بهم خطيرين جدا اعتقلوا في الخارج موقتا في الاعتقال لاستجوابهم على ما اوضح بانيتا. ودان بانتيا من جهة اخرى بقوة تقنية الايهام بالغرق لاستجواب الموقوفين والتي كانت تعتمدها السي آي ايه في عهد بوش واصفا اياها بانها "تعذيب". وقال "اعتبر ان الايهام بالغرق هو تعذيب وممارسة سيئة". واستخدمت هذه التقنية خصوصا مع ثلاثة مشتبه فيهم رئيسيين في تنظيم اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 و33 معتقلا بالاجمال على ما قال نائب الرئيس السابق ديك تشيني اخيرا. لكن بانيتا (70 عاما) اكد انه لا ينوي تحميل موظفي السي آي ايه مسؤولية هذه الاعمال لانهم تحركوا بضوء اخضر من البيت الابيض. وقال "يجب عدم ملاحقة هؤلاء قضائيا او ان يفتح تحقيق في حقهم اذا تحركوا بموجب ما صدر عن وزارة العدل". يذكر أن فضيحة الاعتداء الجنسي الذي ارتكبه مدير مكتب الاستخبارات المركزية CIA في الجزائر أندرو وران والذي راحت ضحيته سيدتان جزائريتان متزوجتان وتحملان الجنسية الألمانية والإسبانية، فيما سمي بفضيحة "وران غيت"، قد أثارت تساؤلات كثيرة حول طبيعة نشاط مدير مكتب الاستخبارات المركزية الأمريكية في الجزائر وأهدافه.