انتقد مدير وكالة المخابرات المركزية ''سي.آي.أيه''، ليون بانيتا، ممارسات وكالة المخابرات الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وقال إن وكالة بوش أساءت تسيير ملف نائب رئيس المخابرات بالجزائر، أندرو وارن، المتهم من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية ب''الجوسسة'' حسب ما أوردته تقارير إعلامية. وأضاف ليون بانيتا الذي ينوي أن يحدث قطيعة كاملة مع ممارسات الوكالة ''المثيرة للجدل'' في عهد الرئيس السابق جورج بوش بخصوص الضابط بالقول ''كان لا بد من إبعاده عن مهامه بسبب فضيحته الأخلاقية''، وأكد ليون بانيتا الذي عين بصفة رسميا من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم الخميس الماضي خلال جلسة استماع في الكونغرس، أن القضية أحيلت على مستوى وزارة العدل الأمريكية للنظر فيها، وفضل بانيتا نقلا عن جريدة ''لوس أنجليس تايم'' الأمريكية الحديث عن قضية اغتصاب اتهم فيها الضابط أندرو وارن، وراحت ضحيتها سيدتان جزائريتان في سبتمبر من العام الماضي، ولم يتحدث عن قضية ''جوسسة''، وركز على أن الضابط أبعد من قبل السفير الأمريكي بالجزائر مباشرة بعد انفجار الفضيحة. وعبر أعضاء لجنة المخابرات الأمريكية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن غضبهم لعدم إعلامهم بالقضية قبل أن تفجرها الصحف الأمريكية في الأسابيع الماضية، وقال بانيتا، الذي يفترض أن يثبت تعينيه في منصب رئيس وكالة المخابرات الأمريكية، إن قضية الضابط أندرو وارن كان لا بد أن تكون محل ''نقاش فوري'' من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، وقد تسربت فضيحة نائب رئيس المخابرات الأمريكية الأخلاقية، حسب الرواية الأمريكية، خلال جلسة نقاش مغلقة داخل لجنة المخابرات بالكونغرس الأمريكي حسب تقارير إعلامية أمريكية. وعلمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة أن الضابط أندرو وارن، 41 عاما، الذي وصل الجزائر في عام 2007 كان وراء البلاغات التحذيرية بعد تفجيرات مقر قصر الحكومة في 11أفريل سنة 2007 التي أصدرتها السفارة الأمريكية وأغضبت السلطات الجزائرية. وكان من بين تلك التحذيرات أن القاعدة تخطط لاستهداف مقر التلفزة الجزائرية والبريد المركزي في العاصمة، وكانت الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية قد أعلنت في الجزائر أنها أوقفت الضابط عن العمل وتم استدعاؤه على وجه السرعة إلى واشنطن لإخضاعه لتحريات معمقة يقوم بها إطارات في كل من وزارتي الشؤون الخارجية والعدل الأمريكيتين بعد شكاوى رفعت ضده بشأن اغتصاب سيدتين جزائريتين في شهر سبتمبر الماضي، حسب التقرير الذي أعده المحقق الخاص سكوت بانكر، والذي كشف أن إحدى الضحيتين تقيم في ألمانيا وتحمل جنسيتها وتتردد على عائلتها في الجزائر، وأن الشكوى وردت من جزائرية تحمل الجنسية الإسبانية وهي زوجة صحافي إسباني، وجاء في الشكوى التي رفعتها ضد الضابط أن هذه الأخيرة تم تجنيدا في القاهرة كعملية للمخابرات المركزية الأمريكية ''سي.آي.أيه''، بينما السيدة الثانية والتي تحمل الجنسية الألمانية كانت على الأرجح في طور التجنيد ضمن جهاز المخابرات الأمريكية. وجاء الكشف عن هذه الفضيحة بعد أقل من أسبوع على تعيين ليون بانيتا، 70 عاما، الأمين العام السابق للبيت الأبيض في عهد بيل كلينتون في منصب مدير المخابرات المركزية الأمريكية ''سي.آي.أيه'' ، مما أثار احتجاجات في واشنطن بشأن نوعية الاختيار ومدى ملاءمته مع اللوبيات النافذة داخل " السي.أي.أي" وعبرت الجزائر عن موقفها الصريح على لسان وزير الداخلية يزيد زرهوني الذي وضع احتمالين للقضية: فإما أن الضابط مريض جنسيا أو أنه قام بذلك من أجل التجنيد، ثم أكد أن وارن يتمتع بحصانة دبلوماسية... ويجهل لحد الآن فحوى اللقاء الذي جمع الوزير عبدالمالك قنايزية والسفير الأمريكي دافيد بيرس. كما فتحت مصر بدورها تحقيقا في جرائم مشابهة قام بها هذا الضابط خلال عمله بها، وشمل ذلك استدعاء كل النساء اللواتي كن يترددن خلال تلك الفترة على مقر السفارة ومكان إقامته، ومن بينهنّ إعلاميات وباحثات.