دخل سائقو قطارات السكة الحديدية أمس السبت في إضراب مفتوح احتجاجا على الأوضاع التي يمارسون فيها نشاطهم والتي وصفوها بالمزرية مطالبين المديرية الوصية بضرورة التدخل العاجل والاستجابة لمطالبهم التي كانوا قد رفعوها في شكل لائحة مطالب غير أنها لم تجد أذانا صاغية لدى السلطات المعنية. وأدى هذا الإضراب إلى شلل تام في معظم خطوط السكك الحديدية بين العاصمة والولايات الداخلية وخطوط الغرب والشرق بما فيها ولايات قسنطينة، عنابة ووهران بعد استجابة حوالي 200 سائق للنداء الذي كانت قد رفعته النقابة في وقت سابق، الأمر الذي أثار استياء المسافرين الذين يعتمدون على القطارات في تنقلهم خاصة فيما يتعلق بتفادي الازدحام الذي تعرفه الطرقات وربح الوقت للوصول إلى أماكن الدراسة والعمل في الوقت المحدد. وقال ممثلو المضربين في تصريحهم ل"المستقبل" أن مطالبهم بسيطة كونهم طالبوا بتحديد سعر 50 دج للساعة الواحدة بعد أن كانت تقدرب30 دينارا مع كل ما تتضمنه مهنة سياقة القطارمن مخاطر، إضافة إلى مطالبتهم برفع منحة الخطر التي لا تتجاوز 500 دينار شهريا أي ما يعادل 15 دينارا يوميا، بالإضافة إلى منحة التنقل التي تعادل منحة القفة بالنسبة لعمال الصيانة ومختلف الفئات في الشركة والعلاوة الكيلومترية التي لم يستفيدوا منها حتى الآن وهي منحة يستفيد منها باقي العمال في شكل علاوة المردودية وهو ما ترفضه الإدارة جملة وتفصيلا، مستغربين في نفس الوقت الأموال الطائلة التي صرفت على تحديث العتاد والقطارات وخطوط السكك الحديدية دون الالتفاتة إلى معاناة العمال والسعي لتحسين الظروف التي يزاولون فيها عملهم أو الزيادة في الأجور والعلاوات. ويصر العمال، بالرغم من تهديد الإدارة لهم، على الاستمرار في الإضراب ولو دام ذلك شهرا كاملا، مشيرين إلى أن المنح المقدمة حاليا لا تكفي لإعالة عائلة من شخصين حتى لو قاموا بسياقة القطار لعشر ساعات كاملة، حيث ان هناك بعض السائقين والميكانيكيين من يتقاضون 600 دج لليوم وهي التي لا تكفي حتى كمصاريف موزعة بين وجبات الإفطار والنقل وتكلفة خبزة واحدة وكيس من الحليب للعائلة.