أكد العميد شريف زراد، رئيس لجنة متابعة الحوار المتوسطي لدى أركان الجيش، أن مسار مساهمة الجزائر في قيادة عملية مكافحة الإرهاب في البحر الأبيض المتوسط بالاشتراك مع حلف شمال الأطلسي "قيد التفاوض"، وأضاف العميد زراد أن مشاركة الجزائر مع الحلف منذ 2001 "إيجابية" على أساس بحث الجيش الجزائري على "تطوير التكامل العملياتي". ولم يحدد العميد زراد موضع "التفاوض" الذي قال إنه ما يزال قائما حول مساهمة الجزائر في قيادة عملية مكافحة الإرهاب في البحر الأبيض المتوسط، أو ما يعرف اختصارا "أكتيف أندريفور"، ولكنه كشف عبر مجلة الجيش الناطقة باسم المؤسسة العسكرية أن "الجزائر أبدت نيتها للمساهمة في هذه العملية، لأن الجيش يسعى دائما للمشاركة في النشاطات التي تهدف لتطوير التكامل العملياتي". وتأخذ الجزائر تعاونها مع منظمة حلف شمال الأطلسي ضمن أولويات مؤسسة الجيش، ونقل العميد في ذلك "وجود أمانة تقنية تجمع ممثلين عن قيادات القوات وهيآت وزارية على مستوى مقر لجنة متابعة الحوار المتوسطي لتسيير هذا التعاون". والشائع أن الجزائر ناقشت تفاصيل عملية ''أكتيف أندريفور''، وهي تدريبات مشتركة تخص مراقبة وحراسة الملاحة البحرية في البحر الأبيض المتوسط ضد أية عمليات إرهابية محتملة بالمنطقة، لكن معنى "التفاوض" يقصد به "إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني بين الناتو والجزائر كإحدى دول الحوار المتوسطي السبع". وكانت منظمة حلف الأطلسي أطلقت مبادرة الحوار المتوسطي سنة 1994 وانضمت الجزائر إليها في فيفري 2000، وأصبحت منذ ذلك التاريخ إحدى دول الحوار الأكثر نشاطا ومشاركة في البرامج العسكرية والمدنية لهذه المنظمة، كما تعد من بين الدول الأولى التي طالبت بإطار دائم للشراكة واقترحت سنة 2004 في أول اجتماع لوزراء الشؤون الخارجية للحوار المتوسطي إنشاء مجلس متوسطي على المستوى الوزاري للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف. وقد تهجمت افتتاحية "الجيش" على دعاة المقاطعة في الرئاسيات الفارطة، وذكرت أن تاريخ التاسع من الشهر الجاري "كشفت نوايا الذين راهنوا على نسبة مشاركة ضعيفة". وأبدت الجزائر استعدادها للمساهمة في دوريات مشتركة في البحر الأبيض المتوسط والتنسيق الوثيق في مجال محاربة شبكات التهريب المرتبطة بالمجموعات المسلحة التي تسعى لاستهداف الأراضي الأوروبية بالخصوص، وفي ذات السياق أبدت الجزائر استعدادا للتنسيق الوثيق مع حلف الأطلسي في مجال تنظيم دوريات الناتو البحرية لمنع عمليات تهريب قد تلجأ إليها مجموعات توصف بالإرهابية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وتتضمن الدوريات المنظمة من قبل الحلف عمليات رصد وتفتيش ومراقبة لحركة السفن التي تمر عبر جبل طارق تدخل وتخرج إلى البحر المتوسط. ولإنجاح التعاون، أجرت عدة وفود عسكرية جزائرية تكوينا لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية في معاهدها المتخصصة لفائدة سلاح الجو والبحرية، الدفعة الأولى تتضمن ثلاثة طلبة ضباط اختيروا بعد عملية فرز في أعقاب دعوة الولاياتالمتحدة ل 160 دولة لتعيين عدد من الطلبة الضباط للتكوين في معاهدها، حيث قامت واشنطن بضمان التكوين لهؤلاء الطلبة الضباط في اختصاصات البحرية وسلاح الجو، مستفيدين من دورات طويلة المدى تمتد لأربع سنوات.