حذر أمس رئيس النقابة الوطنية للناشرين ومحافظ المهرجان الدولي للكتاب وأدب الشباب دور النشر المقاطعة للمهرجان "بأنهم سيضرون أنفسهم" لكنه أكد بأنه من بين 63 دار نشر وطنية وأجنبية لم تعلن أيا منها انسحابها من المهرجان، مشيرا إلى أن جوهر الخلاف مع بقية الناشرين متعلق بمطالبتهم بأن تكون لهم حصة في المئة كتاب التي أعلنت الدولة الجزائرية إعادة طبعها في إطار المهرجان الإفريقي. وأوضح مدير دار القصبة للنشر والتوزيع الذي يترأس نقابة الناشرين خلال ندوة صحفية عقدت أمس برياض الفتح بالعاصمة أنه "ليس مسموحا أن نفسد المهرجان من أجل نصف كتاب"، موضحا أنه لو تم توزيع 100 كتاب على 200 ناشر فسيحصل كل ناشر على نصف كتاب. وتحدى اسماعيل أمزيان معارضيه داخل نقابة الناشرين أن ينظموا ندوة صحفية لتوضيح موقفهم، مشددا على أن المهرجان قرار سياسي للدولة الجزائرية لإعادة طبع كتب حول إفريقيا، وقال "لقد ناقشنا هذا الموضوع داخل النقابة وطلب مني بعض الناشرين أن أدافع عنهم للحصول على نصيب من 100 كتاب"، وأضاف "لقد قلت لهم أن الوزارة لم تقرر شراء كتب وإنما تريد شراء حقوق إعادة الطبع". وأكد رئيس نقابة الناشرين بأنه نبه وزيرة الثقافة خليدة تومي ورئيس ديوانها إلى أن هناك دور نشر جزائرية لها كتب حول إفريقيا فلماذا إعادة شراء حقوق إعادة الطبع من أوروبا وهي موجودة في الجزائر؟ فوافقت الوزيرة على إدراج دور نشر جزائرية أخرى شريطة أن تكون الكتب التي سيعاد طبعها تتحدث عن إفريقيا". وهاجم أمزيان منتقديه داخل نقابة الناشرين وتساءل متهكما "هل لهؤلاء إمكانيات أو حتى كتب حول إفريقيا جاهزة للنشر؟" وبنفس اللهجة الساخرة تساءل مجددا "هل الذي له سجل تجاري واستورد حاوية من الكتب يعتبر ناشرا؟" مؤكدا أن دور نشر فرنسية عريقة مثل غاليمار وأشات لا تبيع حقوق إعادة التأليف لمثل هؤلاء، وذهب مدير دار القصبة بعيدا عندما اتهم بعض الناشرين بأنهم "يخدمون لمصلحة مصر ولبنان وسوريا" في إشارة إلى وكلاء دور النشر العربية في الجزائر، مستشهدا بما روته له وزيرة الثقافة في لقاء مع عدة وزراء عرب من بينهم الوزير المصري الذي سألها "لماذا لا تشترون كتبا عربية؟" فردت عليه الوزيرة خليدة تومي "الدولة الجزائرية أعطتني أموالا لأعطيها لأولادنا". واعتبر أمزيان أن "الناشر الذي ليس له برنامج عمل على مدى خمس سنوات لا يمكن اعتباره ناشرا"، موجها نقدا لاذعا إلى "الناشرين الصغار" حينما قال "هؤلاء الناس شوهوا المهنة". وتساءل رئيس نقابة الناشرين بأسف لماذا لم يتحرك الناشرون عندما لم يستفيدوا من صندوق الإبداع الذي كان يشرف عليه اتحاد الكتاب الجزائريون، كما دعا أمزيان بقية الناشرين إلى الكشف عن الأرباح التي جنوها بفضل دعم الدولة للكتاب في 2007 و2008 وقال "كم من مليار استفدتم منه وكم سيارة فاخرة اشتريتم خلال عامين؟". ذهبية عبد القادر 20 مليار سنتيم حقوق إعادة طبع نحو 200 كتاب حول إفريقيا
كشف أمس حاج ناصر مسؤول الكتاب في وزارة الثقافة أن شراء حقوق التأليف ل150 إلى 200 عنوان حول إفريقيا كلف الدولة 20 مليار سنتيم. وخلال رده على سؤال حول مقاطعة نحو 30 ناشر للطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب المزمع تنظيمه من 21 إلى 29 جوان 2009 برياض الفتح قال مدير الكتاب بوزارة الثقافة إن "الدولة كلفت وزارة الثقافة بشراء حقوق إعادة الطبع لكتب حول إفريقيا وهذه الكتب متوفرة خاصة لدى دور نشر فرنسية وبلجيكية". وأضاف حاج ناصر خلال الندوة الصحفية التي نظمت برياض الفتح أن "الإدارة ليس لها المهنية الكافية لشراء حقوق إعادة النشر كما أن دور النشر الأوروبية لا تبيع حقوق التأليف للإدارة لذلك تم الذهاب إلى دار القصبة التي يشغل رئيسها منصب رئيس نقابة الناشرين، والذي بدأ اتصالاته مع دور نشر أوروبية وتمكن من شراء حقوق تأليف لحساب الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة بنسبة 6 إلى 8 بالمئة عن السعر الجزائري، موضحا بأن أغلبية العناوين لم تتجاوز حقوق إعادة النشر 6 بالمئة. وأشار ممثل وزارة الثقافة أن ناشرين جزائريين على غرار البرزخ والشهاب اتصلوا بالوزارة وأكدوا بأنهم يملكون حقوق إعادة نشر بعض العناوين المطلوبة فلماذا يتم شراؤها من الخارج؟ مضيفا أنه تقرر سحب العناوين المتوفرة في الجزائر شريطة أن تكون كتبا تتحدث عن إفريقيا. وأوضح ممثل وزارة الثقافة أن إعادة طبع هذه الكتب منحت لمطبعة المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ومطبعة الجيش ومطبعة القصبة بالإضافة إلى مطابع دور نشر أخرى لم يذكرها.