اعتبر أحمد ماضي المدير العام لدار الحكمة وعضو مكتب نقابة الناشرين والأمين العام لاتحاد الناشرين المغاربة، أن الإطاحة باسماعيل أمزيان من على رأس النقابة الوطنية للناشرين أصبح أمرا لا مفر منه بعد أن أنكر أي علاقة له بالمهرجان الإفريقي قبل أن يفتضح أمره عندما استضافت التلفزة الوطنية وزيرة الثقافة خليدة تومي في منتدى التلفزيون والتي كشفت شراء حقوق تأليف 250 كتاب من أوروبا، وتبين فيما بعد أن أمزيان الذي كلف بشراء الحقوق استفاد من حصة الأسد من هذه الصفقة وأنكر بالمقابل علمه نهائيا بها خلال اجتماع مكتب النقابة في شهر مارس. المستقبلّّ: لماذا قررتم مقاطعة مهرجان الأدب وكتاب الشباب الذي يشرف على تنظيمه رئيس نقابة الناشرين؟ أحمد ماضي: أشكر جريدة المستقبل على اهتمامها بهذا الموضوع لأنه مهم جدا، فمقاطعة الناشرين لمهرجان الشباب والناشئة سببها إقصاء 80 بالمئة من الناشرين من المهرجان الإفريقي، وأنا كعضو في المكتب الوطني لنقابة الناشرين طرحت هذا المشكل مع بدايته في شهر مارس 2009، وكان بالإمكان حله في وقته، لأنني طرحت القضية على إسماعيل أمزيان رئيس نقابة الناشرين في مكتب النقابة بعد أن بلغتني معلومات بأنه ذهب إلى معرض باريس لشراء حقوق 200 عنوان وأن أغلبية الكتب أخذها أمزيان مدير دار القصبة ورئيس النقابة، لذلك بعد رجوعه من معرض باريس سألته في اجتماع رسمي لمكتب النقابة لماذا كل الكتب التي اشتريت حقوقها (لحساب وزارة الثقافة) تكون لدار القصبة التي أنت مالكها؟ فقال لي: هل لديك دليل؟ فقلت ليس لي دليل ولكن هناك كلام يؤكد بأنك استحوذت على 70 بالمئة من هذه العناوين، وأمام أعضاء المكتب قال لي: أتحدى أي شخص إذا كنت أخذت العناوين كما تقول، والمهرجان الإفريقي ليس لي به أي علاقة"، ثم استشاط غضبا وقال "أنت تستهدفني"، فقلت له "أنا لا أستهدفك ولكني أتكلم باسم الناشرين" فقال لي بالحرف الواحد "حتى لو تكون لدي معلومة صحيحة فليست مهمتي أن أعطيها للناشرين" فقلت له "ما هو إذن دورك كرئيس نقابة؟ دورك أن تقدم المعلومة لكل الناشرين". - هل أنكر بشكل رسمي أن وزارة الثقافة كلفته بشراء 250 عنوان لحساب ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة رغم أنه اعترف بذلك أمام الصحافة قبيل افتتاح مهرجان الأدب والشباب؟ أنكر نهائيا أن وزارة الثقافة كلفته بشراء حقوق النشر من فرنسا وكنا في اجتماع المكتب تسعة أعضاء مجتمعين ويمكن أن تطرح سؤالك على بقية المجتمعين في المكتب، وبعد 20 يوما اجتمعنا مجددا وسألت رئيس النقابة نفس السؤال وأكدت له بأنني قبل أن أصبح عضو مكتب لدي أكثر من 35 ناشرا انتخبوا علي، ونظرت إلى أعضاء المكتب وكنت أعرف من استفاد ومن لم يستفد.. - من استفاد من هذه الصفقة؟ استفادت دار المعرفة التي يملكها فيصل هومة، وقد سألت فيصل عن الموضوع ولكنه أكد لي هو الآخر بأنه "لا يملك أي معلومة ولم آخذ أي عنوان"، وطرحت نفس السؤال على مدير المكتبة الخضراء وعلى مدير دار الإمام مالك وتلقيت نفس الجواب.. - كل هؤلاء استفادوا من إعادة طبع 250 كتاب حول إفريقيا؟ لا هناك من لم يستفد، وثلاثة أعضاء فقط في المكتب الذين كانت لهم ثقة في صحة المعلومة التي لدي، لكن لم يكن بيدنا ما نفعله سوى الانتظار، وافتضحت القضية في منتدى التلفزيون بعد أن صرحت الوزارة بأن المهرجان الإفريقي سيبدأ من مهرجان الطفل الناشئة وأن 50 بالمئة من العناوين ستكون صدرت، وفي ذلك اليوم فقط افتضحت الحقيقة، واتصل بي فيصل هومة في الهاتف وطرح علي سؤال "هل وضعت في الوزارة عناوين ولم تقبل؟"وأضاف "أنا وضعت عناوين في الوزارة وقبلت"، فقلت له "لما سألتك في الاجتماع أكدت لي أنك لم تستفد ولا تملك أي معلومة ولا أي شيء فلماذا تقول هذا الكلام الآن؟"... - لكن الوزارة ورئيس النقابة أوضحا بأن هؤلاء الناشرين يمتلكون حقوق تأليف لكتب حول إفريقيا، فلماذا تشتري الوزارة حقوق كتب من فرنسا وبلجيكا وهذه الحقوق متوفرة لدى ناشرين جزائريين؟ السؤال نفسه طرحته على رئيس النقابة هل الجزائر ليس فيها مؤلفون كتبوا عن إفريقيا؟ هل المغرب العربي ليس جزءا من إفريقيا وكنت أتحدث معه بصفتي الأمين العام لاتحاد الناشرين المغاربة حتى نشتري حقوق التأليف من فرنسا؟ لكن رئيس النقابة رفض حينها تسريب أي معلومة. - وكيف علم بقية الناشرين المستفيدين من هذه الصفقة والذين اتصلوا مباشرة بالوزارة؟ لم يذهبوا إلى الوزارة، يكذب عليك من يقول ذلك، ولكن رئيس النقابة كان متفقا مع هذه المجموعة الصغيرة، ولكنه لم ينشر المعلومة على جميع الناشرين بل سربها إلى من يريد فقط، وأعطى المعلومة للأمين العام للنقابة وهو مدير دار المعرفة. - ولكن وزارة الثقافة أكدت بأن هذا المشروع خاص بالمطابع وليس بالناشرين وأنه لا يدخل في إطار دعم الإبداعات الأدبية، إذن فلماذا يغضب الناشرون كل هذا الغضب خاصة أولئك الذين لا يملكون مطابع؟ المعلومة التي كانت لدي أن مدير دار القصبة استفاد من هذه الصفقة في إطار الطبع وليس النشر، فلما تقولون بأن دور النشر ليس لها مطابع فسأذكر لك دور نشر تملك أكبر المطابع كدار هومة التي تملك أكبر مطبعة في الجزائر، وهناك منشورات بغدادي لديه ثلاث مطابع، منشورات مدني في بوفاريك لديه مطبعة ضخمة وعلاوة على ذلك يبيع آلات الطبع، كما أن المطبعتين اللتين يملكهما شقيقاي بمثابة مطبعة دار الحكمة فنحن عائلة الطبع منذ ولدنا، وأنا كنت مطبعيا قبل أن أكون ناشرا ووالدي لديه مطبعة فكيف يقولون ليس لدار الحكمة مطبعة، لكن دار المعرفة استفادت رغم أنها لا تملك مطبعة. - ولكن فيصل هومة من عائلة هومة التي تملك أكبر مطبعة في الجزائر على حد قولك؟ هذا صحيح ولكن هناك منافسة بين دار المعرفة ودار هومة ولا توجد علاقة بينهما، فرغم أن دار هومة تملك 50 بالمئة من الكتاب المدرسي حاليا ومع ذلك لم تستفد من الطبع ولا من أي شيء آخر. - الوزارة كلفت أمزيان بشراء حقوق التأليف بصفته مدير دار القصبة أم كرئيس نقابة؟ بكل صراحة سؤال محرج ولكني سأجيب عليه، الوزارة لها حق أن تكلف من تشاء ولكني على ما أعتقد فقد كلف أمزيان بصفته رئيس النقابة فهذا لا يمنع لأنه يمثل كل الناشرين، ولكن إذا كلف بصفته مدير دار القصبة فإني هنا أحتج وأعتبرها أكبر غلطة، فمن تكون دار القصبة؟ فإذا كانت دارا كبيرة فهناك دار نشر أكبر منها وهناك مطابع أكبر منها وهناك دور نشر تأسست قبل تأسيس دار القصبة ودار الحكمة أقدم من دار القصبة حيث تأسست في بداية الثمانينيات. - أمزيان يقول بأنه لا يمكن تقسيم 100 كتاب على 200 ناشر، وأنه ليس من مصلحة أي ناشر إفساد مهرجان الشباب من أجل نصف كتاب، فما تعليقكم؟ لكن هي 250 عنوان وليست 100. في البداية كانت مئة عنوان على حد قوله ولكنه منذ البداية أنكر إلى أن كشفت وزيرة الثقافة عن قضية 250 كتاب، بعدها فقط تحدث عن الموضوع بعد أن افتضح أمره، لأن العناوين كانت ستصدر حتى ولو لم يتم وضع شعار دار القصبة ولكن الشخص الذي لديه خبرة بإمكانه معرفة في أي مطبعة طبع أي كتاب. - أمزيان تحداكم أن تعقدوا ندوة صحفية، فلماذا لم تعقدوا أي ندوة صحفية لحد الآن؟ في 2005 عقدت نقابة الناشرين جمعية عامة وأطاحت برئيس النقابة أمزيان، ولكنه عاد في 2008، وأنا أتساءل من 2005 إلى 2008 ما هي الجريدة التي تحدثت عنه، مشكلة اسماعيل أمزيان أنه حتى وهو رئيس النقابة لا يستطيع تنظيم ندوة صحفية، وعلى العكس من ذلك المتحدث لا توجد ولا جريدة إلا وأجرت معه حوارا أو تصريحا صحفيا أو كتبت عن إصداراتنا. - ولكنه عقد ندوة صحفية على ما أعتقد عندما انتخب في 2008 على رأس النقابة؟ لم يعقد ندوة صحفية إلا عندما رجع رئيسا للنقابة، ولكنه لا يستطيع أن ينظم ندوة صحفية بدون هذه الصفة، ونحن لم نعقد ندوة صحفية لسبب واحد أنه لم يعترف حينها بأنه استفاد من 250 عنوان، وحاول الصحافيون قبل شهر التعرف على موقفي لكنني كنت متريثا إلى غاية اعتراف أمزيان بحقيقة 250 عنوان بعد أن كان ينكر أي علاقة له مع المهرجان الإفريقي، لذلك قبلت إجراء الحوار معكم بعد أن عقد أمزيان ندوة صحفية وبدأ يتحدث عن 100 و250 كتاب وأنه يمثل الدولة ويمثل الوزارة ولا أدري ماذا أيضا، وقد اتفقنا نحن الناشرين على عدم الإدلاء بأي شيء للصحافة ولم نوقع على أي بيان لمقاطعة المهرجان. - هذا هو السؤال المطروح، من أنتم؟ 20 أم 30 أم 43 ناشرا، وهل أنتم مقاطعون أم غير مقاطعين؟ ماهو موقفكم الرسمي بالضبط؟ أطلب منك أن تزور مهرجان أدب الشباب وترى بعينك، نحن أكثر من 40 ناشرا مقاطعين للمهرجان والسبب هو إقصاء الناشرين من المهرجان الإفريقي، ونحن قاطعنا مهرجان أدب الشباب لأن محافظه اسماعيل أمزيان الذي هو رئيس النقابة، ولو كان محافظ المهرجان شخصا آخر كنا سنشارك، فنحن الآن 43 دار نشر التي قاطعت أمزيان كرئيس النقابة. - مادام أغلبية الناشرين رافضين أمزيان فلماذا أعيد انتخابه في 2008 بعد أن أطيح به في 2005؟ أمزيان كان على رأس النقابة منذ 1991 إلى غاية 2005 أي أنه ظل على رأس النقابة 14 سنة، وأطحنا به بسبب أفعاله في الكتاب المدرسي، فنفس الطريقة التي انتهجها في المهرجان الإفريقي اتبعها في الكتاب المدرسي، ولكن في 2008 قلنا بأن أمزيان يمكن جدا أنه تاب عن تلك التصرفات وتغيرت أساليبه، حيث اتصل بالناشرين وأبدى استعداده للعمل معهم وقام بعملية تحسيس في وسطهم وإن كنت من بين الناشرين الذين دعموه، لكنه بعد مرور عام من إعادة انتخابه لازال على نفس الأساليب القديمة. - هل صحيح أنكم طلبتم جمعية عامة لمحاسبة رئيس النقابة؟ رئيس النقابة ملزم بعقد جمعية عامة طبقا للنظام الداخلي، وقد اقترح علينا جمعية مصغرة ولكنني رفضت وطلبت جمعية عامة ونحن لن نقبله على رأس النقابة على الإطلاق، وسترى أن أغلبية دور النشر المشاركة في المهرجان ليسوا أعضاء في النقابة. - كم هو عدد أعضاء نقابة الناشرين؟ هناك أكثر من 70 ناشرا عضوا، والمؤتمر يعقد كل ثلاث سنوات بينما الجمعية العامة تعقد كل سنة لعرض التقريرين المالي والأدبي، وصراحة أعضاء النقابة في معظمهم رافضون لرئيس النقابة الحالي. - وهل هناك اسم أو أسماء مطروحة حاليا لخلافة أمزيان على رأس النقابة؟ الصندوق هو الذي سيفصل في هذه المسألة، فأنا مع الجماعة المقاطعة وحتى لو جاء أمزيان لمساومتي مثلما فعل مع البعض فلن أسكت عن الحڤرة وسأظل أدافع عن الناشرين الذين انتخبوني عضوا في مكتب النقابة، والغريب أن هذا الشخص يريد إجراء تصفية داخل نقابة الناشرين، حيث أعلن أن الناشر الذي ليس له 20 عنوانا لن يقبل داخل النقابة، والغريب أيضا أن المهرجان الذي يشرف على تنظيمه يشارك فيه ناشرون جدد ليس لهم حتى 5 عناوين، وممكن تجد أجنحة لمستوردين يعتبرهم ناشرين حتى يملأ الفراغ. - لكن ما هو المشكل الجوهري بين دار الحكمة ودار القصبة؟ في رئاسيات آفريل 2009 قلت إن الناشرين الجزائريين خلال العامين الفارطين استفادوا من دعم هام من الدولة الجزائرية بفضل برنامج رئيس الجمهورية، فقلت لرئيس النقابة أمزيان لماذا لا نعلن مساندتنا للرئيس بوتفليقة فقال أمزيان هذه نقابة لا تمارس السياسة، فقمت مع 32 دار نشر بإنشاء لجنة وطنية لمساندة فخامة رئيس الجمهورية وانتخبني الناشرون على رأسها، وقال لي أمزيان أنت تريد أن تخلق لي نقابة أخرى لمنافستي، فقلت له هذه لجنة وليست نقابة وكل حر في أن يساند أو لا يساند حسب توجهه وهذه هي الديمقراطية، ومنذ ذلك التاريخ والعلاقة بيني وبين أمزيان ليست على ما يرام. أجرى الحوار: مصطفى د