أكد الصحفي السويدي بوستروم، في تدخله أمام إطارات حزب جبهة التحرير الوطني، سهرة أول أمس، أنه تمكن في تحقيقه الصحفي المدعم بالصور من "كشف 130 حالة سرقة أعضاء من بينها 52 حالة تم تشريحها من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرا في نفس الوقت إلى الصعوبات والعراقيل الكبيرة التي اعترضته في أداء هذا التحقيق. وفي سياق متصل، طالب الصحفي السويدي بتحرك دولي جاد خاصة من قبل الهيئات الدولية المختصة لإماطة اللثام عن مثل هذه الممارسات اللانسانية في حق شعب أعزل، موضحا ان هناك شبكات دولية تقوم بسرقة الأطفال في دول عديدة من بينها فلسطين للقيام بالاتجار بالأعضاء البشرية. استقبل عبد العزيز بلخادم الأمين العام لأمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني الصحفي السويدي كارل دونالد بوستروم الذي كشف ممارسات الجيش الإسرائيلي المتمثلة في سرقة الأعضاء البشرية من جثث الشهداء الفلسطينيين. وفي مقابلة مع الصحفي بوستروم بمقر حزب جبهة التحرير الوطني حضرها سفير دولة فلسطينبالجزائر وأعضاء من فدرالية الصحافيين الجزائريين، أكد بلخادم أن حزبه يكبر في السيد بوستروم الشجاعة الأدبية والموضوعية والصدق في تناول موضوع بمثل هذه الدقة والمتمثل في سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينين بعد قتلهم. وقال بلخادم إن هذا الصحفي كانت له الشجاعة لأن يخرج ضد لوبي صهيوني كبير بكشفه لأحد جوانب جرائم الجيش الإسرائيلي وبذلك كما أضاف "اتضح زيف إدعاءات الصهاينة في وسط الرأي العام العالمي مذكرا بالمناسبة بعدالة القضية الفلسطينية" ويذكر أن الصحفي كارل دونالد باستروم كان قد نشر تحقيقا في جريدة "أفون دابلات" والتي تعتبر من أكبر الصحف السويدية الشهر الماضي كشف فيه ممارسات أفراد الجيش الإسرائيلي الذين يستولون على جثث الشهداء الفلسطينيين ليسرقوا منها الأعضاء البشرية ويبيعونها لشبكات مختصة في تهريبها وبيعها بأسعار خيالية. ويذكر ان الصحفي بوستروم موجود في الجزائر بدعوة من فدرالية الصحافيين الجزائريين التي ستوشحه بالطبعة الأولى من وسام "التميز الصحفي ". فاطمة.ب فدرالية الصحافيين الجزائريين تمنح الصحفي السويدي جائزة الصحفي المتميز أعلنت أمس الفدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين عن تقديم جائزة الصحفي المتميز استثناء هذا العام للصحفي السويدي دونالد بوستروم الذي فجر فضيحة سرقة الجيش الإسرائيلي لأعضاء الشهداء الفلسطينيين، وتقدر قيمة الجائزة بخمسة آلاف دولار أو ما يقارب 40 مليون سنتيم، كما أعلن الصحفي مصطفى فرحات بالمناسبة عن ميلاد "نادي الإعلاميين الكتاب" الذي يهدف إلى تشجيع النشر في أوساط الصحافيين. وخلال الوقفة التضامنية التي نظمتها أمس الفدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين بالمركز الدولي للصحافة بالقبة، أكد عبد النور بوخمخم الأمين العام للفدرالية دعم الصحافيين الجزائريين للصحفي السويدي دونالد بوستروم أمام الضغوط التي يمارسها ضده اللوبي الصهيوني وتوجيه تهديدات بالقتل والاغتيال عبر الهاتف وعبر البريد الالكتروني إلى درجة أنه لم يتمكن من إرفاق ابنته معه ذات الثلاث سنوات بسبب مخاوف زوجته من التهديدات بالقتل والتصفية التي يتعرض لها بعد نشره لهذا المقال بأكبر جريدة اسكندنافية. وأشار بوخمخم أن زيارة دونالد إلى الجزائر هي الأولى في الجولة العربية التي ستقوده إلى كل من سوريا والأردن والعديد من الدول العربية الأخرى كما سيستضاف في برنامج "بلا حدود" الذي تبثه قناة الجزيرة، مضيفا أن بوستروم محقق محترف لديه 30 سنة في الميدان وزار فلسطين 30 مرة ولديه عدة كتب من بينها كتاب بعنوان "إن شاء الله". من جهته شكر الصحفي السويدي الصحافيين الجزائريين والأطباء والحقوقيين والبرلمانيين والدبلوماسيين الذين حضروا هذه الندوة للتضامن معه وأكد أن ما قام به كان نابعا من مبادئ اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، مضيفا أن مجموعة من العاملين في الأممالمتحدةبفلسطين أخبروه بأن العديد من جثث الشهداء الفلسطينيين تعاد إلى مشرحة، وقال "عملي كصحفي جعلني أطرح تساؤلات بخصوص هذا الأمر" مما دفعه إلى الاتصال بعائلات الشهداء الفلسطينيين الذين عبروا عن رفضهم استئصال أجزاء من جثث شهدائهم، كما تم اكتشاف رأس شبكة دولية للاتجار بالأعضاء الفلسطينية، ورغم أن الاعتقاد الذي كان سائدا حسب بوستروم أن عربا يقفون وراء هذا العمل إلا أنه تبين أن رأس الشبكة يحمل الجنسية الإسرائيلية، وطرح الصحفي السويدي إشكالية كبيرة في تحقيقه الجريء "لنعرف ماذا حدث بالفعل في هذه القضية". من جانبه تحدث الدكتور السوري محمد رحال المقيم في السويد عن قصة فتاة فلسطينية كانت ترجم الجيش الإسرائيلي بالحجارة فقام باغتيالها لكن أهلها سرقوا جثتها غير أن الجيش الإسرائيلي داهم بيتهم وأخذ الجثة وقام بنزع ملابسها وتشريح جثتها واستئصال عدة أعضاء كالكبد والبنكرياس والكليتين قبل أن يسلمها لأهلها بعد إعادة خياطة الجثة. وكشف الدكتور رحال أن عملية بيع الأعضاء البشرية مربحة كثيرا لإسرائيل، لكن تفجير القضية في صحيفة غربية زلزل كيان الصهاينة لأنه شوه صورة إسرائيل لدى الرأي العام الغربي، مضيفا أنه لو كتب صحفي عربي نفس المقال لما كان له نفس التأثير لأن إسرائيل تعتمد في وجودها على الدعم الغربي لذلك قامت بالضغط على الصحفي السويدي الذي صار مهددا بمعاداة السامية وحياته المهنية أصبحت في كف عفريت بسبب الضغوط التي مورست عليه. وتجدر الإشارة إلى أن الفدرالية ستنظم حفل إفطار مساء اليوم بفندق الهيلتون حيث ستقدم له جائزة الصحفي المتميز وذلك بحضور عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وعدد من الدبلوماسيين والسياسيين والبرلمانيين والأسرة الإعلامية.