رافع المجاهد حمو عميروش لصالح العقيد عميروش خلال المحاضرة التي ألقاها أول أمس بقاعة إفريقيا في المعرض الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشر، وقال إن العقيد عميروش كان رجلا صارما في قراراته، لكنه أيضا كان يعترف بأخطائه، وشجاعا. كما كشف المجاهد حمو عميروش عن قتلة العقيد عميروش، وقال إن من قتل عميروش هم من الجزائريين والفرنسيين، وأشار المجاهد حمو عميروش إلى أن كتابه: أكفادو: عام مع العقيد عميروش، الصادر منذ أشهر عن دار النشر القصبة، تناول فيه قصة الطفل الذي عاش طفولة بائسة في عهد الاستعمار الفرنسي، وذكر المتحدث أن الحادث الذي أثر فيه كثيرا ودفعه للالتحاق بجبهة التحرير الوطني في 1957 كان إلقاء القبض على والده من طرف السلطات الفرنسية وتعذيبه أمام عائلته، وتم تعذيبه لأنهم وجدوا سلاحا في حديقة البيت، وأيضا ولأنه في 1925 كان يساهم في تدعيم حزب نجم شمال إفريقيا بفرنسا. تحدث حمو عميروش عن علاقته بالعقيد عميروش بعد التحاقه بالجبل، وقال إنه كان يلاحظه، ويراقب تصرفاته، فقد كان العقيد عميروش حسب حمو عميروش وجده شجاعا لا يخاف قنابل النابالم، وكان يشجع رجاله على التقدم ومواجهة العدو، وأشار المحاضر إلى أنه مثلما شاهد صرامة العقيد عميروش، لاحظ أيضا رقة أحاسيسه، حين كان يطلب منه أن يكتب له رسائل مليئة بالحب لأمه، وذكر حمو عميروش بعض المواقف التي اتخذها وكان خلالها صارما ولم تكن صرامة إلا من أجل أن يحافظ على النظام والثورة، وقال حمو عميروش ''أحيانا كان العقيد عميروش عادلا إلى درجة كان خلالها غير عادل''. واعتبر حمو عميروش أن العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة، كان رجل دولة، لأنه كان قائد ولاية عمل على تكوين إطارات، كما أنه أنشأ مكانا لاستقبال الطلبة الفرويين ليتمكنوا من إكمال دراستهم في الخارج. وبخصوص حادثة ''الطائر الأزرق'' فقد وصفها حمو عميروش بأنها معركة نفسية خسرناها، وقال إنها تعود إلى ,1957 مع إلقاء القبض على معظم الفدائين الجزائرين في العاصمة وإلتحق الذي بقي منهم بالجبل، وذكر حمو عميروش أن »الزرق« أو العملاء إندسوا في صفوف المجاهدين، وسادت حالة من الشك خاصة مع مقتل المجاهد ساحلي حسين لقصر في الولاية الثالثة، بعدها استطاع عميروش ورجاله التعرف على ''الزرق'' وتم قتلهم لكن تم إيقاف آخرين بل الآلاف من الطلبة الذين التحقوا بالثورة الجزائرية. وصرح حمو عميروش أن في كل الثورات نجد صراعات وتجاوزات، وتكمن شجاعة عميروش حسب المحاضر في أنه جمع رجاله بالولاية الثالثة بعد حادثة الطائر الأزرق وقال: ''أقول للذين يقولون إن حزب جبهة التحرير الوطني لم يكن عادلا، وأنا أقول فعلا فقد ارتكب حزب جبهة التحرير الوطني أخطاء''، وأكد حمو عميروش أن العقيد عميروش اعترف بأخطائه كقائد كبير. ذهبية عبد القادر