ستحتضن دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة التونسية من 13 إلى 21 فبراير الجاري فعاليات أسبوع الفيلم الجزائري بعرض حوالي 17 فيلما جزائريا تم إنتاجها خلال السنوات 1961 إلى .2009 يأتي هذا الموعد السينمائي مواكبا لمناسبة تاريخية عزيزة على الشعبين الجزائري والتونسي تتمثل في ''أحداث ساقية سيدي يوسف''.. وهي المجزرة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في ال 8 فبراير من سنة 1958 بحق الجزائريين العزل الذين فروا من وطنهم ولجأوا لتلك القرية الحدودية التونسية لكن الاستعمار الفرنسي لم يرحمهم وألقى بقنابل محرمة دوليا على أهالي قرية سيدي يوسف من الجزائريين والتونسيين. أسبوع الفيلم الجزائري بتونس يتميز ببرنامج سينمائي ثري سيتابعه عشاق الفن السابع بتونس، وسيكون الافتتاح يوم 13 فبراير2010 بعرض فيلم ''ياسمينة'' من الأعمال الأولى للسينما الجزائرية المكافحة وأنتج سنة 1961 من طرف مصلحة السينما الجزائرية التابعة آنذاك للحكومة الجزائرية المؤقتة التي كانت قائمة بتونس، وهو فيلم قصير من إخراج المرحوم جمال شندرلي أول المخرجين الجزائريين المقيمين بتونس أنذاك ومحمد الأخضر حمينة صاحب السعفة الذهبية العربية الوحيدة بمهرجان كان السينمائي الدولي الى يومنا هذا. هذا الفيلم القصير يرصد الحالة الإنسانية التي كان يعيشها اللاجئون الجزائريون عبر الحدود الشرقية والغربية من خلال قصة ''ياسمينة'' فتاة صغيرة تائهة مع دجاجتها تسير إلى غاية الحدود للالتحاق بذويها بعد تدمير قريتها تحت وقع القنابل. سيشهد الافتتاح عرض الشريط الوثائقي ''سينمائيو الحرية'' للمخرج سعيد مهداوى المنتج سنة 2009 ويجسد رحلة المخرجين الجزائريين وكذا الفرنسيين المساندين للثورة الجزائرية وعلاقتهم بالثورة والكاميرا، وكيف ان السينما الجزائرية خدمت الثورة وسرعت في حرية الشعب الجزائري من خلال الشهادات الحية للسينمائيين والشريط الوثائقي مدعم بمقاطع من الاعمال المنجزة في قلب ثورة التحرير الجزائرية او ما يعرف بالسينما النضالية. وستعرض خلال هذه التظاهرة السينمائية عديد الأفلام الأخرى بين الطويل والقصير ترصد مختلف الحقب التاريخية التي عاشتها الجزائر قبل وبعد الاستقلال مثل ''ريح الاوراس'' للخضر حمينة و''العفيون والعصا'' لأحمد راشدي و''الدار الصفراء'' لعمرو حكار.''رشيدة'' ليمينة بشير شويخ الذي يمثل أول دخول متميز للمرأة مجال الإخراج السينمائي وحاولت من خلاله التطرق للعشرية السوداء وحقبة الإرهاب التي عاشتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي. كما ستعرض خلال هذا الأسبوع عينة للأعمال المشتركة بين الجزائر وتونس منها فيلم''عزيزة'' لعبد اللطيف بن عمار الذي يجسد أول الانتاجات السينمائية المشتركة بين البلدين وقام ببطولته كوكبة من الممثلين الجزائريين والتونيسيين. علما أن نفس المخرج يستعد هذه الأيام لإنهاء فيلمه المشترك الثاني بعد مرور سنوات عن الأول وعنوانه ''شارع النخيل الجريح'' والذي من المنتظر أن يشارك به في فعاليات مهرجان ''كان'' السينمائي الدولي خلال شهر ماي القادم. كما سيعرض أيضا خلال هذه التظاهرة السينمائية الجزائرية آخر الأفلام الجزائرية التي أنتجت سنة 2009 منها: ''قبلة'' لطارق تقية، ''لندن ريفر'' لرشيد بوشارب، ''رحلة الى الجزائر'' لعبد الكريم بهلول وفيلم "حراقة'' لمرزاق علواش الذي سيختتم أسبوع الفيلم الجزائري بتونس الذي نظمته وزارة الثقافة الجزائرية، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية وسفارة الجزائر بتونس وسيحضره ألمع وجوه الفن السابع بالبلدين.