انتقد فوزي رباعينو رئيس حزب عهد 54 و مبادرة 125 نائب في البرلمان الذين قدموا طلبا لمحاسبة المستعمر، معتبرا تحركهم اليوم الذي فرضته المشاكل السياسية والاقتصادية العالقة بين الجزائروفرنسا استغلالا آخر لرموز الثورة، وقال '' كان الأجدر بهم أن يتطرقوا الى المشاكل التي يعاني منها المواطن ''. وقال رباعين أن حزبه كان أول من قدم ملفا باقترحات تخص تجريم الاستعمار، وأسس جمعية وطنية ضد التعذيب والمفقودين خلال الحرب التحريرية، كما وقف في وجه ترشح الحركى وأبنائهم في مختلف المواعيد الانتخابية، وأضاف أن المطالبين بالتعويض والاعتذار لا بد أن يكونوا ذوي مصداقية وعلى السلطة الجزائرية أن توضح موقفها ولا تكتفي بالرد على ما تقوم به فرنسا '' لأن ذلك لا يهمنا ''. وأضاف رباعين في نفس الصدد انه '' على الجزائر محاسبة فرنسا على جرائم الاستعمار مثلما حاسبت هي الأخرى ألمانيا على الجرائم المرتكبة إبان الحرب العالمية الثانية '' مطالبا في الوقت نفسه بضرورة كتابة التاريخ '' بطريقة موضوعية '' من طرف المؤرخين والأكاديميين المؤهلين لذلك عن طريق استغلال الأرشيف الجزائري الموجود بفرنسا الذي أكد على وجوب استعادته . وطالب رباعين في ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب بالعاصمة أمس بتغيير جذري لأجهزة صنع القرار في الدولة على خلفية فشلها في منع حدوث الفضائح المالية في بعض القطاعات الوزارية ، متهكما بخصوص بعض الوزراء الذين يستمرون في أداء عملهم وكأن الفضائح المسجلة في قطاعاتهم لا تعنيهم!و دعا الى ضرورة إعادة تفعيل مجلس المحاسبة ومفتشية المالية، كما دعا الى استقلالية القضاة الذين يعالجون ملفات الفساد والكف عن ممارسة الضغوط السياسية والإدارية عليهم، ولم يهمل رباعين الإشارة الى الواقع الاجتماعي حيث توقع انفجارا وشيكا للجبهة الاجتماعية لما تعانيه من أوضاع متردية زادها التهاب الأسعار والفوضى التي تعرفها السوق الوطنية والتي يقف وراءها مضاربون كبار يحركون السوق السوداء، يقول رباعين، الذي أضاف بشأن إدراج الرعايا الجزائريين ضمن الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن السياسة الخارجية الجزائرية لم تصل الى أهدافها .