كشف المخرج الجزائري العالمي لخضر حمينة ، من خلال شريط وثائقي حول عميدة المسرح والسينما الجزائرية''كلثوم'' أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على السعفة الذهبية لمهرجان كان سنة 1967 عوض سنة 1975 كما هو معروف للخاص والعام و ان السعفة الذهبية تأخرت لمدة عشر سنوات بسبب المخرج السينغالي صمبان عصما.. هذا هو السر الذي كشفه صاحب السعفة الذهبية الوحيدة للسينما العربية خلال الشريط الوثائقي الذي اعد بمناسبة تكريم الفنانة الجزائرية ''كلثوم'' من طرف جمعية أضواء السينمائية بمناسبة مرور 12 سنة على تأسيسها مساء يوم السبت الماضي بقاعة سينما ''سيرا مسترا'' بالجزائر العاصمة. ومعروف أن تلك الدورة التي ضيعت فيها الجزائر السعفة الذهبية بسبب ''إخواننا الأفارقة'' نظمت خلال الفترة الممتدة من 27 أفريل الى 12 ماي من سنة 1967 وشهدت لأول مرة في تاريخ المهرجان الذي أسس سنة 1947 مشاركة إفريقية بلجنة التحكيم من خلال شخص المخرج السينغالي صمبان عصمان كما شهدت الدورة ال 20 أول مشاركة عربية بالمنافسة الرسمية للمهرجان من خلال فيلم لخضر حمينة ''ريح الاوراس'' والذي برغم انه لم يتحصل على السعفة الذهبية بسبب فارق صوت واحد بعد أن امتنع- كما قال حمينة- المخرج السينغالي عن التصويت لصالح الفيلم الجزائري لكن بالمقابل تحصل الفيلم الجزائري على جائزة أحس أول عمل سينمائي للدورة وهو ذات الفيلم- أي ريح الأوراس- الذي مكن الممثلة ''كلثوم'' أن تكون أول نجمة عربية جزائرية تمشي على السجاد الأحمر لمهرجان'' كان'' . الغريب- حتى وان كان الوقت قد فات لإبداء الغرابة- أن الاعتراض جاء من هذا المخرج الذي تكن له الجزائر معزة خاصة حتى أنها خلال تنظيم الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي خصصت له احتفالية سينمائية خاصة به ومعروف أنه روائي وسينمائي من مواليد الفاتح من يناير 1923 بقرية '' زينغو نشور'' من إقليم '' كازامانس'' بالسنيغال،هو مخرج سينمائي متميزناهض بشدة حرب '' الهند الصينية '' ونادى باستقلال الجزائر، وبذلك كانت جل أفلامه عن المقاومة وعن النضال من أجل غد أفضل وعن فساد المجتمع السينغالي،وعن الهوية الإفريقية لكنه لم يناضل من اجل أن تحصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان سنة 1967 لكن الأقدار صالحت لخضر حمينة ومكنته من ان يفوزبالسعفة الذهبية سنة 1975 بفضل فيلمه ڤسنوات الجمر'' الذي لعبت فيه الممثلة كلثوم دورا بارزا ومؤثرا . علما ان صمبان عصمان توفي يوم السبت 9 يونيو 2007 عن سن تناهز 84 سنة، تاركا وراءه زخما من الأعمال المتميزة والتي جعلت بعض النقاد يصفه بالأب الحقيقي للسينما الإفريقية ومؤسس دعائمها. ولن نتمكن حتما من أن نسأله عن الأسباب التي حالت دون تصويته لصالح المخرج الجزائري لخضر حمينة. من ناحية أخرى أشاد صاحب السعفة الذهبية الوحيد للسينما العربية بمهرجان كان السينمائي بالخصال الإنسانية والمهنية للممثلة ''كلثوم'' التي مثلت في أزيد من 70 مسرحية وكانت بذلك أول امرأة جزائرية خلال أربعينيات القرن الماضي تقف على ركح دار الاوبرا، لتليها بعد ذلك : فريدة صابونجي نورية فتيحة بربار يسمينة واخريات ، كما شاركت ''كلثوم'' في أزيد من 20 فيلما سينمائيا ممثلة مختلف الأدوار التراجيدية والكوميدية رفقة المع المخرجين الجزائريين وهي تبلغ الآن من العمر 94 سنة من عمرها ولم تتمكن من حضور التكريم الذي نظم لأجلها من طرف جمعية أضواء السينمائية وحضره ابنها وكوكبة من وجوه الفن الجزائريين .