حذّر الأستاذ الباحث في الإعلام والاتصال العقيد متقاعد أحمد عظيمي، أمس، من إمكانية عودة الإرهاب في الجزائر، بنفس القوة والضراوة التي كان عليهما في عقد التسعينيات "ما لم يتم التكفل بعلاج أسباب الظاهرة''. قال عظيمي إنه ينبغي تلافي هذا السيناريو ''من خلال اجتثاث الفكر الإرهابي من العقل الجزائري، لأنه لا شيء يؤكد عدم عودة الإرهاب، بل من المؤكد أنه سيعود، ما لم تعالج القضية في العمق، لحماية الأجيال القادمة''. ورغم تسليم عظيمي ب ''فقدان الإرهاب للغطاء الشرعي، وانحسار الخوف في الشارع الجزائري، وبروز شخصيات كانت محسوبة على التطرف، أصبحت اليوم تندد بالعمليات الإرهابية''، فإن هذا لم يمنعه من التنبيه إلى ''ضرورة تحجيم بقايا الإرهاب، ووقف عمليات تجنيد الشباب في صفوفه، وكذا إرساء قطيعة نهائية بينه وبين المجتمع''. وتابع العقيد المتقاعد حديثه، في ندوة نقاش نظمتها يومية ''الشعب'' حول موضوع "الاتصال والإعلام في مواجهة الإرهاب''، مبديا تأييده للطرح القائل بوجود مسؤولية للمنظومة التربوية، في ظهور الإرهاب بالجزائر، وقال ''إننا نجد الطفل في أوروبا لا يجرؤ على كسر نافذة زجاجية، بينما يتحول الطفل عندنا إلى قاتل، وهذا لأن المنظومة التربوية لم تساهم في خلق طفل يمتلك إمكانات التفكير ومنطق التحليل، والقدرة على النقاش، لذا أصبح جزءا من الدهماء، الذين يستطيع أي شخص يحسن الكلام تحويلهم إلى قتلة''. كما دعا المتحدث إلى تأسيس هيئة تتولى صياغة الخطاب المسجدي بالجزائر، ''لأن أكبر مجال اتصالي بالجزائر هو المسجد، وما بين 12 إلى 15 مليون جزائري يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد أو يتابعون خطبة الجمعة في التلفزيون''، يقول عظيمي الذي اقترح أن تكون الهيئة التي دعا إلى تأسيسها ''تضم مختصين في علم النفس، الاتصال والسياسة.. لأنه ليس كل الأئمة في مستوى يؤهلهم لمخاطبة المصلين، وينبغي أن لا يبقى الخطاب الديني حكرا على رجل الدين، الذي قد تفلت منه أمور، ينبهها إليه السياسي أو رجل الاتصال الذي يعلمه طريقة تبليغ الرسالة، وكل هذا من أجل اجتثاث فكر الإرهاب والعنف من الذهنية الجزائرية، ودفعها نحو الحداثة والعصرنة، ومن دون تطرف أو تقديس لأي قضية كانت''.