دعا الدكتور أحمد عظيمي، باحث وعقيد سابق، إلى ضرورة فتح مراكز بحث لمعالجة الأسباب الحقيقية للإرهاب في الجزائر، مؤكدا أن بقاء الوضع دون معالجة أسباب هذه المأساة الوطنية سيؤدي حتما إلى تكرار هذا السيناريو ولو بعد 20 سنة، مشيرا أيضا في نفس السياق إلى ضرورة فتح مجال السمعي البصري للترويج للنخب والرموز القادرة على قيادة الرأي العام، وضرورة إنشاء هيئة لإعداد الخطاب المسجدي الموجه لأكثر من 15 مليون جزائري من مرتادي المساجد· أوضح ذات المتحدث خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر مركز الدراسات ليومية ''الشعب'' حول دور الاتصال في مكافحة الإرهاب ''لقد استطاعت الجزائر أن تتحكم في الأزمة التي شوهت سمعة الجزائريين في الخارج، وصرفت الملايير من الدولارات للقضاء على الإرهاب''، مشيرا إلى أن ما تبقى من الجماعات قليل جدا، مضيفا أن المهم هو ألا يتم تجنيد شباب آخرين وإحداث قطيعة بين الجماعات الإرهابية المتبقية وبين الشباب، وأن السبيل الوحيد هو اجتثاث العنف من عقل الجزائري· وأكد ذات المتحدث أنه رغم تحكم الجزائر في هذه الأزمة، إلا أن هناك مرحلة جد مهمة لم تعالجها السلطات وهي عدم الاهتمام بالدراسات والأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، داعيا إلى ضرورة فتح مراكز بحث مختصة في هذا المجال، وأن بقاء الوضع على حاله دون البحث عن أسبابه لمعالجته سيؤدي حتما إلى عودة الأعمال الإرهابية ولو بعد 20 سنة· كما كشف أحمد عظيمي ''أن من بين أسباب المأساة الوطنية، غياب الاتصال في تلك الفترة، بينما استطاعت الجماعات الإرهابية تحقيق الانتصار باستعمال الاتصال في تجنيد الشباب، والالتحاق بهم''، مؤكدا أن للاتصال اليوم دور كبير في نزع فكرة العنف والإرهاب من عقول الشباب، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة فتح المجال للسمعي البصري وخلق قنوات خاصة لنقل النقاش الموجود في الشارع إلى الأستوديوهات، والعمل على الترويج للنخب والرموز القادرة على قيادة الرأي العام بشكل إيجابي، وإلا ستبقى الجزائر مهددة بعودة الدراويش وأنصاف المتعلمين الذين استغلوا غياب الاتصال لقيادة الشباب· وفيما يخص المساجد ودورها في اجتثاث العنف عند الجزائريين، كشف أحمد عظيمي أنه يعتبر أكبر مجال للاتصال لأن هناك أكثر من 15 مليون شخص من مرتادي المساجد في الجزائر، مؤكدا أن الخطاب المسجدي له أهمية كبيرة في هذا المجال، داعيا إلى إنشاء هيئة مختصة متكونة من مختصين لصياغة الخطاب المسجدي وبلغة بسيطة يفهمها المواطنون لتغيير ذهنية الجزائريين·