تراجع وزير الصحة، مختار حسبلاوي، عن الوعد الذي قطعه أمام الصحافة الوطنية، بالقضاء على الكوليرا في ظرف يومين أو ثلاثة أيام. وأعلنت وزارة الصحة امس، أن ما تم نقله عن الوزير بخصوص القضاء على الكوليرا في ظرف 3 أيام لا أساس له من الصحة، مبرزة أن الوزير كان يقصد القضاء عليه في أقرب الآجال. وتناقلت وسائل إعلام وقنوات تلفزيونية تصريح الوزير الذي أدلى به أمام الكاميرات، وهو يقطع وعدا بالقضاء على الكوليرا في فترة وجيرة، وذلك عقب زيارته، أول أمس، لمرضى مستشفى بوفاريك. وقد تداولت العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، صبيحة امس، تصريح الوزير، لتعود وزارة الصحة، وتعلن أن تلك التصريحات لا أساس من الصحة. وقد أكد مختار حسبلاوي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أول أمس أن الحكومة جندت كل القطاعات للقضاء على وباء الكوليرا خلال يومين أو ثلاثة، مضيفا أن جميع الإجراءات قد تم إتخاذها بخصوص هذا الداء الذي ضرب 6 ولايات. وأضاف حسبلاوي خلال ندوة صحفية عقدها عقب زياة تفقد قادته إلى مستشفى بوفاريك بمقر ولاية البليدة، أن الدخول المدرسي يوم ال 5 سبتمبر المقبل سيكون بشكل عادي، وأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يتصل به يوميا من أجل الإطلاع على مستجدات الوضع بخصوص إنتشار وباء الكوليرا. وأوضح وزير الصحة أنه تم تسجيل 30 حالة في 21 أوت و24 أوت و10 حالات سجلت السبت الفارط، مشيرا إلى أن مصالحه قامت بتحليل 38 منبعا للمياه في كل من البويرة، البليدة وتيبازة، هذه الأخيرة التي اكتشف بها منبع واحد يحتوي على البكتيريا المسببة للكوليرا. وفي نفس السياق أفاد المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالجزائر، أن مخابر التحليل المكلفة بالوقاية على مستوى الولايات المعنية بالوباء قامت بمعاينة 38 مصدرا للمياه على مستوى البليدة، العاصمة، البويرة وتيبازة، لتكشف وجود البيكتيريا المسببة للكوليرا في منبع سيدي الكبير في تيبازة والذي تم غلقه على الفور. وأضاف حسبلاوي، بأن بكتيريا الكوليرا ليست الوحيدة المسببة للاسهال، حيث قامت مراكز التحليل والوقاية باكتشاف وجود بكتيريا مشابهة، ويتعلق الأمر بيكتريا "فيبريو كلوغيفو"، التي ثبت وجودها في 71 بالمائة من مصادر المياه التي تمت معاينتها، ليتم غلقها على الفور. وفيما عاد وزير الصحة للتأكيد على سلامة مياه الحنفيات، قال الوزير، بأن معهد باستور يعمل حاليا على معاينة كل مصادر المياه للتاكد من تأمين كل منابع المياه على اعتبار أكبر سبب لانتشار وباء الكوليرا يرتبط بالمياه، مؤكدا بان ارتفاع درجة الحرارة وتلوث المنابع هو اول سبب في انتشار هذا المرض عادة. في ذات السياق كشف حسبلاوي عن انطلاق عمل اللجان المكلفة بالوقاية منذ يوم أول أمس، عبر كل بلديات ولاية البليدة في اطار معاينة كل المناطق الزراعية المحيطة بمكان إصابة العائلات. وأجاب الوزير عن سؤال بخصوص تأخر الوزارة في الاعلان عن أول حالة كوليرا منذ يوم 7 أوت الفارط، قائلا أن مراكز التحليل التابعة للوزارة كانت في حالة شك بخصوص وجود البكتيريا الوبائية، وهو ما جعل مصالحه تتريث في الاعلان عن الوباء الى حين تأكيد التحاليل على ثبوت وجوده فعليا. أما عن تاخر زيارة الوزير للمؤسسات الإتشفائية المستقبلة لمرضى الكوليرا في العاصمة وبوفاريك، قال حسبلاوي بأن عمل الوزارة يظهر في حرصها على ارساء استراتيجية فعالة لمكافحة الوباء وليس بالظهور في المستشفيات. وأكد الوزير أن عودة الأطباء إلى عملهم وقطعهم لعطلهم السنوية جاء من تلقاء أنفسهم ولم تطلب منهم الوزارة ذلك وهذا إيمانا منهم بأهمية صحة المواطنين. وكان وزير الصحة والسكن واصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي قد قام بزيارة معاينة لمستشفى بوفاريك المتخصصة في مكافحة الامراض الوبائية، والذي يستقبل لحد الساعة 104 حالة مشتبه فيها من بينها 47 حالة مؤكدة. حيث قام الوزير بمعاينة المرضى داخل قسم الاستعجالات ليؤكد على عدم رفع حالة العزل المرضى ومنع الزيارات الى حين صدور تعليمات جديدة من الوزارة.