Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: فتيات من البربر في مدينة بجنوب الجزائري سليمة في الخامسة والعشرين من عمرها وهي مدرسة للغة الإنجليزية بالجامعة في مدينة بسكرة "عاصمة الجنوب الجزائري"، حيث أقيمت نهاية الشهر الماضي الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسياحة الصحراوية. ويهدف هذا المهرجان إلى تنشيط السياحة بعد أن قل عدد السائحين بشكل واضح منذ وقوع أحداث الإرهاب في التسعينيات كما تؤكد سليمة، فتقدم الفرق الفلكلورية عروضها إلى جانب الحرفيين الذين يمثلون مختلف ولايات الجنوب الجزائري ويقدمون أشغال يدوية تقليدية. أثناء المهرجان تهتم سليمة بالسائحين، إذ يعد اللقاء بالسائحين الأجانب فرصة لكل الشباب الذين يحلمون بالتعرف على العالم وعلى الثقافات الأخرى، ومن بينهم سليمة التي تقول: " أنا الإبنة الأصغر لوالدي، ولم ترد والدتي أن أترك المنزل، لأن أخي أيضاً سافر، وهو يحيا في باريس الآن، وأمي لا تريد أن يترك كلانا المنزل. أنا أحترم هذا الشعور، وبالطبع لا أريد أن أترك أهلي دائماً، ولكن مازال الوقت طويلاً أمامي حتى أحقق هذا الأمر". ومثلما تحيا سليمة مع أهلها، كذلك مازالت خديجة التي تعدت الثلاثين من عمرها في بيت والديها. خديجة لم تتزوج بعد، مما يعد أمراً غريباً في مجتمعها، وإن كانت هي ترى أن عدد غير المتزوجين يزداد بشكل ملحوظ في الجزائر عامة، مما يجعل عدد الأطفال يقل أيضاً. خديجة جاءت من مدينة أخرى في الجنوب هي أم العويد، لتعرض منتجاتها في المهرجان، وهي لا ترفض الزواج ولكنها لم تجد حتى الآن الشخص المناسب. تغير كبير في أوضاع النساء Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ويرجع التراجع في الإقبال على الزواج من قبل الشباب لأسباب أكثرها مادي، إذ تسهم البطالة وعدم الحصول على دخل ثابت في هذه الظاهرة بشكل واضح. أما عدد المواليد فقد تراجع بشكل واضح، حيث أصبح في المتوسط 3.3 طفل لكل امرأة، بينما كان فيما قبل يصل إلى 7 أطفال لكل أم، كما تؤكد سيدة في السادسة والسبعين من عمرها. المرأة التي لم تتعلم مثلها في ذلك مثل معظم النساء في الجزائر تقول: "حياة الشابات اليوم أفضل من حياتنا كثيراً، لقد كانت حياتي صعبة للغاية، كان علينا أن نفعل كل شيء بأنفسنا: نجمع القمح وطحنه ونخبز الخبز، وننسج السجاد وكل شيء". وكما كانت حياة النساء اليومية صعبة آنذاك، كانت أكثر صعوبة أيام الحرب، والكثير من النساء حملن السلاح وكن من المجاهدات اللاتي دافعن عن استقلال بلادهن، من بينهن السيدة أية جانا البالغة من العمر الرابعة والثمانين. قامت المجاهدة الجزائرية بأيديها بقتل الشخص الذي غدر بزوجها وأبلغ عنه السلطات الفرنسية التي قامت بتعذيبه وقتله. الجدة التي تحيا مع أبنائها وأحفادها في العاصمة الجزائرية تجد أن الثقافة قد تغيرت كثيراً: "اليوم أصبحت الفتيات متعلمات ومثقفات ولكن لم يعد لديهن نفس الثقافة التي كانت لدينا. لقد كنا فيما قبل نقدر معنى الشرف، أما الآن فقد ابتعدت الفتيات عن ثقافتهن ودينهن وأصبحن متأثرات بقيم غريبة، وهذا الأمر بعيد عن معرفتي وتخيلي عن المرأة الجزائرية". الجدة مازالت متمسكة بصورة المرأة التي لا ترى زوجها قبل ليلة الزفاف، وترفض ما يحدث اليوم من تعارف بين الطرفين قبل الزواج ومن انفصال وطلاق. ولكن ما يفصل الجدة عن حفيدتها ليس مجرد اختلاف في الأجيال أو في بعض الأفكار، بل انتماء كل منهما إلى عالم مختلف: فاليوم تستطيع الفتيات لعب الرياضة وارتداء الشورت في الملاعب، بينما كان الخروج دون ارتداء الحجاب مستحيلاً فيما قبل. مازال الطريق طويلاً للوصول إلى المساواة لكن التغير في بعض المجالات لا يعني تغير كلي في المجتمع كما تؤكد فيلا الصحفية المتحررة، التي لم تتزوج بالرغم من تعديها الثامنة والثلاثين: "بالطبع هذا أمر ينظر له بشكل سيء في مجتمعنا، حتى في العاصمة. فعقلية الناس مازالت كما هي، ومازال الزواج هو أهم شيء في حياة النساء. أما أنا فلن أتزوج إلا إذا وجدت الشخص المناسب لي. وللأسف الرجال يريدون الحرية لأنفسهم في العلاقات خارج مؤسسة الزواج، فيتعرفون على أكثر من فتاة، ولكن عندما يسعون إلى الزواج يريدون فتاة لم تعرف أحد من قبل، وهذا تناقض غريب، فهو يريد التعرف على كل الفتيات، إذاً من هي تلك التي ستبقى للزواج". وبالرغم من التغييرات التي أقرها الرئيس الجزائري بوتفليقة على قانون الأسرة، إلا أن الصحفية الجريئة تجدها غير كافية. فمازال من حق الرجل الزواج من أكثر من امرأة، كما أنها تجد قوانين التكفل بالأطفال بعد الطلاق غير مناسبة وقد تؤدي إلى الكثير من الأضرار. في المستقبل سيسمح القانون للمرأة المطلقة بالاحتفاظ بالمنزل وبالأبناء، لكن الوالد لن يتكفل بالأطفال إلا لحين بلوغ سن الثانية عشر للذكر أو لحين بلوغ سن الرشد للفتاة أو لحين زواجها، وهو ما سيجعل الأم تزوج ابنتها مبكراً. وحتى لو تغير وضع المرأة من حيث الملبس أو الخروج إلى العمل، إلا أن المجتمع مازال في النهاية ينظر للمرأة بنظرة دونية، ويعتبر أن دورها الأساسي هو القيام بالأعمال المنزلية.