اعتقلت السلطات المغربية يوم الجمعة بمدينة طانطان سجين الرأي الصحراوي السابق النعمة أسفاري رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان بالصحراء الغربية "كوريلسو" الكائن مقرها بفرنسا ضمن سلسلة المضايقات التي يتعرض لها نشطاء الرأي الصحراويين على أيدي المخابرات المغربية. وقال النعمة أسفاري في اتصال هاتفي أجرته معه "المساء" أمس انه تعرض للاعتقال بمدينة طانطانجنوب المغرب نهاية الأسبوع وهو ينتظر قرار النائب العام إن كان سيخلي سبيله أم انه سيوضع رهن الحبس بتهم ملفقة لا لسبب، إلا لأنه بقي مصرا على الدفاع عن حق شعبه في تقرير المصير. ورد أسفاري عن أسئلة "المساء" عندما كان في محكمة طانطان صباح أمس ينتظر صدور قرار النائب العام المغربي سواء بإيداعه السجن أو الاستفادة من الإفراج عنه إلى حين تلفيق تهم أخرى ضده. يذكر أن النعمة أسفاري تم توقيفه نهاية الأسبوع على خلفية حيازته لحاملة مفاتيح تحمل علم الجمهورية العربية الصحراوية ودون توجيه أية تهمة واضحة له. وأكد الناشط الحقوقي الصحراوي أن اعتقاله يحمل خلفيات سياسية واستمرارا للتحرشات والمضايقات البوليسية التي يتعرض لها منذ زيارته الأخيرة الى الجزائر، حيث شارك في الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي الذي نظم من الخامس إلى العشرين جويلية الماضي. وأكد أن الشرطة المغربية لم توقف تحرشاتها ومضايقاتها لأعضاء الوفد الصحراوي الذي شارك في هذا المهرجان منذ عودته إلى المدن المحتلة. من جهته قال تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أن اعتقال النعمة أسفاري تم عند نقطة المراقبة التابعة للشرطة في الطريق الرابط بين مدينة طانطانجنوب المغرب وطانطان الشاطئ. وتم اقتياده من طرف عناصر الشرطة بإشراف من ضابط الشرطة القضائية الذي أمر بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي بمخفر الشرطة القضائية دون أن توجه له تهمة محددة. ويعتبر المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان النعمة أسفاري من ضمن النشطاء الحقوقيين الصحراويين العشرة الذين شاركوا الشهر الماضي في المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر في تحد واضح للسلطات المغربية كونهم غادروا المغرب باتجاه الجزائر ثم عادوا إلى المغرب وهم يدركون مسبقا أنهم سيتعرضون لأبشع المضايقات الأمنية. ولم يخطئ هؤلاء في تقديراتهم، حيث تعرضوا بمجرد وصولهم إلى مطار الدارالبيضاء لمضايقات بدأت بعملية تفتيش دقيق واستفزازي لأمتعتهم ومحتوياتها قبل أن يخضعوا لجلسات استنطاق من طرف ضباط المخابرات المغربية. واستمرت تلك المضايقات طلية المسار الذي سلكوه من المغرب وإلى غاية مدينة الدخلة في جنوب الصحراء الغربيةالمحتلة.