قال الله تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ) (فصلت: 9-10) إن التقدير في الأرض لا يمكن أن يستوعبه بجوانبه تفكير البشر، فكل شيء فيها مقدر، لقد قُدرت في جرمها، وفي وزنها وفي شكلها، وفي قربها أو بعدها عن غيرها، وقدر رسوها بالجبال، وقدرت الحواجز فيها بالبحار والأنهار، وقدرت البركة فيها على قدر أرزاق ساكنيها (وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) فالبركة في كل عناصرها، فعناصر من الهواء كونت الماء، وبالماء مع الهواء مع الرياح والشمس تكونت التربة الصالحة للزراعة، ووضعت البركات بقدر في الماء والشمس والرياح، فتكونت الأمطار التي هي أصل الماء العذب كله من أنهار ظاهرة وأنهار باطنة تظهر في شكل ينابيع وعيون وآبار. وكل هذا من البركة التي تأسست عليها بركة أعظم وألصق بحياة الإنسان، وهي البركة في الأقوات.