صدر الجزء الأول "تالغودة" وهو عبارة عن سيرة في شكل روائي عن شخصية عبد الحميد بن زين وذلك عن دار النشر "القصبة" من تأليف الكاتب الجزائري عمر مختار شعلال. ويتضمن هذا الكتاب الذي جاء في حوالي 200 صفحة حوارات مطولة مع المدير السابق ل"ألجيري ريبيبليكان" الذي توفي منذ ست سنوات (6 مارس 2003) . والكتاب هو قبل كل شيء "عمل حول الذاكرة والعرفان لهذه الشخصية" على حد تعبير مؤلفه شعلال. وكانت تربط الرجلين علاقة صداقة طويلة منذ أن كان يدرسان بنفس المؤسسة التربوية وتقاسما نفس القناعات والكفاح السياسي سواء كان ذلك في العلن أو في السرية. ويتناول الجزء الأول من هذا الكتاب الفترة الممتدة من 1931 إلى 1945 مطعمة بذكريات الطفولة والجزائر خلال الأربعينات. ولم يكن اختيار مقاربة في شكل روائي في كتابة "تالغودة" وليد الصدفة حسب المؤلف الذي أشار الى أنه أراد "ببساطة" إعطاء "شيء من البعد" ل"للحديث عن بن زين كما عرفه وقدره وأحبه" دون أن يهمل حقيقة وأصل الأحداث. ويتذكر الكاتب في هذا السياق الأماكن والأحداث التي ميزت وأثرت في مسار حياة بن زين. فببجاية وفي ظل الحي الشعبي "باب اللوز" وجامع "سيدي سوفي" عايش إضراب عمال الميناء في الثلاثينات حيث أدرك عنف ووحشية العدو الظالم. وبسطيف وداخل مدرسة المحتل التي ما تزال بها "رائحة" أحداث مجازر 8 ماي 1945 "فهم بن زين أنه لا بد من تصدي المظلومين لعنف الظالمين" كما جاء في مدخل هذا الكتاب لإبراز "مدى التزام الرجل الذي لم يكن يتقبل أية عبودية أو انصياع". ويعد الجزء الأول "تالغودة" من هذا الكتاب "بمثابة شهادة حية عن مسار عبد الحميد بن زين منذ طفولته إلى غاية الكفاح من أجل نصرة العدالة الاجتماعية". يذكر أن عمر مختار شعلال الذي يعيش في سطيف مسقط رأسه ألف عديد الكتب من بينها "كاتب ياسين الرجل الحر" و "المنفى" و"الهارب".