إستمع وزير الصناعة و ترقية الإستثمارات عبد الحميد تمار ببومرداس إلى عرض مطول متبوع بنقاش حول "ورقة الطريق" في إطار العمل الجاري لتحويل المعهد الوطني للإنتاجية و التنمية الصناعية إلى مدرسة وطنية عليا للتسيير. وجاء في العرض الذي قدمه المدير العام الجديد للمعهد السيد عبد الرحمن موفق الذي عين مؤخرا على رأس المعهد بعد تفوقه في الإختبار عقب المناقصة التي أعلنت في الصحافة بإشراف الوزارة المعنية كخطوة أولى لترقية هذا المعهد بأن هذه المؤسسة تملك كل المؤهلات البشرية و المادية لتأدية المهمة الجديدة الموكلة لها ألا وهي تخريج و إعادة تأهيل الإطارات ذات الكفاءات العالية المسيرة لمختلف المؤسسات بالوطن. وأشار الوزير في النقاش إلى أن هذه المدرسة العليا المزمع إنجازها ستكون بمثابة المرجعية الوطنية التي تعمل على تكوين مكونين و خبراء تساهم في إحداث 4 مدارس عليا أخرى عبر الوطن حسبما هو مسطر في برنامج الوزارة على المدى المتوسط في إطار مخطط الإسترتيجية الوطنية الصناعية . وإستهل المدير العام للمعهد شرحه لورقة الطريق بالتطرق إلى النقائص المسجلة بهذه المؤسسة التي تزخر بتجربة طويلة في تكوين المسيرين تفوق 40 سنة حيث حصرأهمها في تنافسيتها التي أصبحت ضعيفة بسبب ضعف قدرة التجديد و تسيير مؤسساتي غير ملائم لا يتماشي مع المعايير الدولية . وترتكز ورقة الطريق لتأهيل هذا المعهد إلى مدرسة وطنية حسب نفس المصدر على نقاط أساسية كبرى تتمثل أهمها في تطوير الموارد البشرية و بناء نموذج تسييري يهدف إلى تكوين مسيرين على مستوى عال بهدف الوصول إلى إبراز نخبة من المسيرين قادرين على دفع عجلة الكفاءة في المؤسسة ورفعها إلى مستوى التنافسية العالمية و التجديد والمعرفة و الذكاء الإقتصادي و التكنولوجيات الحديثة في الإتصال. وحسب نفس المتحدث فإن الأوراق الرابحة التي يملكها المعهد تتمثل في الطلب المتزايد من السوق الوطنية على التكوين خاصة في مجالي الدراسة و الإستشارة و إمكانية عقد شراكة مع مدارس ذات سمعة عالمية الأمر الذي يؤهلها في مدى خمس سنوات القادمة إلى تكوين شبكة من المدارس العليا للتسييرعبر الوطن تساهم في وضع كفاءات عالية تحت تصرف المؤسسات قادرة على التطوير و إتخاذ القرارات المناسبة في محيط غير قار وتشوبه المخاطر . ومن بين أهم التوجهات التي بدأ التحضير لتجسيدها في إنتظار إستكمال التأسيس التدريجي لهذه المدرسة العليا حسب المدير العام هو التكوين في صنف الماستر المهني في إختصاصات التسيير و الموارد البشرية و المالية و التسيير الصناعي و التسويق إضافة إلى مساعيها في البحث عن مسيرين قادرين على البحث و إستقصاء المحيط و تقديم معلومات تسمح بإتخاذ قرارات واضحة و جيدة . كما ستعطي هذه المدرسة حسبما جاء في النقاش المفتوح أهمية بالغة للتكوين الأفقي من صنف الذكاء الإقتصادي و التكنولوجيات الحديثة في الإتصال الداخلي و الخارجي لتخريج كفاءات بشرية عالية قادرة على ترجمة قرارات المسيرين الكبار و تجسيدها في واقع المؤسسة من خلال الإستثمار الحقيقي و الجيد .