افتتح في مقر اليونسكو في باريس الأسبوع الأول للثقافة العربية الذي ولأول مرة تنظمه المكاتب الثقافية التابعة للسفارات العربية المعتمدة في فرنسا.. حفل الافتتاح تحول إلى تظاهرة فنية وثقافية حضرها عدد من السفراء العرب وجمهور كثيف من الجاليات العربية إضافة إلى الفرنسيين الذين توافدوا لحضور الافتتاح الذي شاركت فرق من 11 بلدا عربيا. ويهدف المهرجان الذي يقام برعاية الدبلوماسيين العرب في باريس والقائمين على الشأن الثقافي في البعثات الدبلوماسية إلى التعريف بتنوع وتعددية الثقافة العربية من خلال تقديم أعمال فنية ومعارض تشكيلية وأمسيات موسيقية متنوعة وأفلام روائية ووثائقية. وتقرر وضع الأسبوع الذي يشهد دورته الأولى هذا العام تحت علامة المؤنث وتكريسه خصوصا للمرأة العربية من خلال كافة الأنشطة والفعاليات المقدمة. الحفل الفني سبقه افتتاح معرض "أزياء تقليدية" تضمن أثوابا من كل من الجزائر والسعودية ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين والسودان وسوريا وتونس واليمن. أما العرض الفني الفولكلوري فشاركت فيه فرق ومغنون مثل فرقة رضا من مصر وفرقة "ادهابلان" الجزائرية التي تجاوب معها الجمهور، عزف على الربابة من الأردن وفرقة القدس من فلسطين والتي حظيت بتصفيق حاد وقد أنشدت " نغني القدس يا حبايب نغني البلابل في بيروت وبابل" كما أجادت فرقة لميا صفي الدين للرقص من لبنان فيما قدمته من رقص إيحائي على أنغام الموسيقى وقراءات من شعر وكتابات جبران بينما قدم غاندي آدم من السودان عزفا جميلا على الناي وحضر ثنائي "صوت الشرق" من سوريا الذي أعجب بدوره الجمهور. والبارز في الفعاليات هو تنظيم عروض أفلام وثائقية في المراكز الثقافية التي فتحت أبوابها أمام أفلام الدول الأخرى، إضافة إلى تنظيم طاولات مستديرة وندوات إحداها بعنوان "الكتابة بالمؤنث" في معهد العالم العربي. ومن ضمن الندوات كذلك ندوة حاضر فيها أحمد جبار في المركز الثقافي الجزائري وتتناول العلوم عند العرب كما قدم المركز الثقافي السوري معرضا للفن التشكيلي النسائي المصري بينما قدم المركز الثقافي المصري معرضا مماثلا للتشكيليات السوريات. وفي حين يعرض المركز الثقافي السوري أفلاما مصرية محورها المرأة مثل "دعاء الكروان" لهنري بركات ويعرض المركز الثقافي المصري فيلم المخرج السوري غسان شميط " شيء ما يحترق ". وشارك المكتب الثقافي لسفارة الكويت في تقديم بعض العروض الوثائقية عن مصر مثل فيلم "مصر تاريخ وحداثة" وشريط "التنورة" الذي قدم بحضور مخرجه عز الدين سعيد كما قدم فيلم جزائري بعنوان "حدود" للمخرج مصطفى جمجم. ومن الأفلام المعروضة أيضا ضمن التظاهرة فيلم "رؤى حالمة" للسورية واحة الراهب وفيلم "حب البنات" للمصري خالد الحجر. وفي سينما بالزاك في الشانزيليزيه تم عرض فيلم "الكتبية" التونسي لنوفل صاحب الطابع فيما نظم في المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية معرضا يخص الفنون التقليدية في العالم العربي. واختتمت الفعاليات بحفل في دار بلدية الدائرة الخامسة عشرة من باريس بحضور ومشاركة فرق فولكلورية من مختلف البلدان العربية هي نفسها تقريبا التي أحيت الافتتاح. سعاد طاهر / م