أعلنت روسيا تحفظها على خطة الرئيس الأفغاني بشأن تأهيل عناصر حركة طالبان »لكونها تفتقد أسسا واضحة«، مشددة على مشاركة دول الجوار في حل مشاكل أفغانستان واستعدادها لدعم حلف الناتو في ذلك البلد. وقد اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندري نيسترينكو في تصريح له أول أمس الجمعة أنه من غير المقبول الخوض في برنامج لإعادة دمج وتأهيل عناصر حركة طالبان أفغانستان بدون أسس واضحة فقط من أجل تأييد عملية المصالحة الوطنية التي اقترحها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في مؤتمر لندن الأخير. وبرر المتحدث الروسي هذا الرفض بقوله إن هذه المحاولات من شأنها تقويض فعالية التعاون الدولي ضد الإرهاب في إطار الأممالمتحدة ومجلس الأمن وبالتالي بروز تداعيات خطيرة على الاستقرار المحلي والإقليمي. وأكد نيسترينكو أن موسكو لا تعارض شطب بعض شخصيات حركة طالبان من لائحة العقوبات شريطة تقيدها بعدد من الشروط أهمها إلقاء السلاح والاعتراف بالدستور وقطع ارتباطها نهائيا بتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى. يذكر أن المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان الذي استضافته العاصمة البريطانية الخميس الماضي أقر إستراتيجية اليد الممدودة إلى طالبان التي طرحها الرئيس كرزاي لتحقيق مصالحة وطنية شاملة في البلاد. وفي نفس السياق قال المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ديمتري روغوزين إنه من الصعوبة بمكان حل المسألة الأفغانية دون مشاركة عدد من دول الجوار أو دول قريبة مثل الهند والصين. كما طالب بإشراك المنظمات الإقليمية الكبرى كمنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تعمل على تطوير قدرات قواتها المكلفة بعمليات الرد السريع في بلدان آسيا الوسطى. وشدد المندوب الروسي على »مشكلة التطرف في أفغانستان« مؤكدا استحالة حلها دون قيام مشروع اقتصادي مدني يخدم مصالح الشعب الأفغاني. وجدد روغوزوين استعداد موسكو لتقديم الدعم لحلف الناتو في أفغانستان شريطة تحمله الكلفة المالية موضحا أن موسكو تنظر في الطلب الذي قدمه الأمين العام للحلف بشأن توفير طائرات مروحية وبرامج لتدريب سلاح الجو وعناصر الشرطة المحلية في أفغانستان لكنه عاد وأكد أن بلاده لن تقدم خدماتها مجانا. وبشأن توفير الممرات الآمنة لقوافل إمداد قوات الناتو العاملة في أفغانستان في إطار القوات الدولية للمساعدة وتثبيت الأمن والاستقرار (إيساف)، قال روغوزين إن تباطؤ تنفيذ التفاهمات ذات الصلة يعود أصلا إلى تعنت الحلف في مفاوضاته مع دول آسيا الوسطى مشيرا إلى وجود مصاعب أخرى تتصل بمرور الطائرات الأميركية في الأجواء الإقليمية لهذه الدول. يشار إلى أن موسكو وافقت على السماح بمرور قوافل الإمداد غير القتالية عبر أراضيها إلى قوات الناتو في أفغانستان بواسطة القطارات، وفتح ممرات جوية للإمدادات القتالية بعدما أصبحت الممرات التقليدية عبر باكستان غير مأمونة.