تعتبر شركة تربية دجاج البيض المتواجدة بقرية "كاف سيدي بن تمرة" التابعة لبلدية تيسمسيلت نموذجا في الاستثمار الخاص الناجح بعدما استطاعت في ظرف سنتين تحقيق الاكتفاء الذاتي للولاية في مجال إنتاج البيض. وقد تمكنت هذه الشركة بفضل تحقيق إنتاج من البيض يصل إلى 20 مليون بيضة سنويا من تسويق هذا المنتوج عبر الولايات المجاورة مثل غليزان وتيارت والشلف وعين الدفلى والجلفة والمدية فيما ترتكز جهودها حاليا إلى الرفع من الإنتاج لتموين ولايات أخرى بالوطن. وحسب مدير هذه المستثمرة الفلاحية خروبي العربي فإن سر هذا النجاح الباهر مرده الوسائل العصرية التي تستخدمها المؤسسة في تربية الدجاج بالإضافة إلى وجود يد عاملة مؤهلة وذات خبرة في هذا المجال. كما أن المشرفين على هذه الشركة هم بياطرة بالأساس مهمتهم توفير العناية الصحية الدائمة وكذا الوقاية الضرورية لدجاج البيض وذلك على مدار 24 على 24 ساعة مما يشكل أهم عوامل تحقيق هذه المستثمرة الفلاحية لإنتاج جيد للبيض حسب مديرها. وأبرز خروبي أن تاريخ إنشاء الشركة يعود إلى بداية سنة 2008 وذلك بفضل دعم الدولة والمتمثل في الحصول على قرض استثماري متوسط المدى إضافة إلى المساعدة الكبيرة التي وجدتها من طرف السلطات الولائية للاستثمار. وتتوفر هذه الشركة التي تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب15 هكتارا على حظيرة كبيرة تتسع لأكثر من 70 ألف دجاجة مجهزة بأحدث وسائل تربية الدجاج وفق معايير عصرية إضافة إلى وجود مركز حديث مخصص لجمع البيض. ويصل حاليا إنتاج هذه المستثمرة الفلاحية إلى 56 ألف بيضة يوميا (20 مليون بيضة في السنة) لتتجاوز بذلك الأهداف المسطرة في إطار عقود النجاعة والمقدرة ب 7 ملايين بيضة في السنة .كما سمح هذا النشاط باستحداث 26 منصب عمل من بينهم 10 إطارات في مجال البيطرة والفلاحة. ومن جهة أخرى كشف نفس المتحدث عن مشروع في طور التجسيد يتعلق بتوسيع الشركة حيث تجري الأشغال لانجاز حظيرة ثانية لتربية الدجاج تبلغ طاقة استعابها أكثر من 70 ألف دجاجة ستدخل حيز الخدمة في جويلية المقبل ليرتفع بذلك الإنتاج إلى 40 مليون بيضة سنويا. وتسعى شركة تربية دجاج البيض لتيسمسيلت إلى عصرنة وحدة إنتاج العلف بغية تحسين النوعية والرفع من المردودية. كما تطمح هذه المستثمرة الفلاحية إلى إنشاء وحدة لتحويل فضلات الدجاج إلى أسمدة عضوية لاستخدامها في الزارعة فضلا عن انجاز وحدة لإنتاج الكتاكيت. ويبقى الطموح الأكبر للشركة -حسب مديرها- يكمن في إنجاز مركز لإنتاج اللحوم البيضاء بطاقة سنوية تصل إلى ألف طن حتى يتسنى المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للولاية من هذا المنتوج مع خلق في نفس الوقت أزيد من 200 منصب شغل. ويبقى الانشغال الوحيد المطروح حسب نفس المسؤول يرتبط بعدم توفر الماء بكمية كبيرة لذلك تسعى الشركة إلى حفر بئر داخل المستثمرة حيث لا يزال هذا المشروع قيد الدراسة. ولتطوير شعبة تربية الدواجن بالولاية أبرز مدير المصالح الفلاحية أن المربي أصبح يحظى الآن بمختلف أوجه الدعم المتمثلة في قرض "الرفيق" الذي يمكن من اقتناء الكتاكيت والغذاء إضافة إلى دعم الصندوق الوطني للاستثمار الفلاحي تصل قيمته إلى 1 مليون دج مع إعفاء الفلاحين من الضريبة على القيمة المضافة الخاصة بتكاليف تغذية الدواجن. وسيسمح النجاح المحقق من قبل شركة تربية دجاج البيض لولاية تيسمسيلت -يضيف نفس المدير- بتشجيع فلاحي المنطقة على ولوج عالم الاستثمار في هذا المجال مع العلم أن الجهة تضم 119 مربيا للدواجن من بينهم 15 من منتجي البيض جلهم يتمركز بعاصمة الولاية.