شرح أمس مدير المصالح الولائية للفلاحة بولاية معسكر في إجتماع وصفه بالإعلامي، التحسيسي والتنظيمي، محتوى القرار الصادر عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية يوم 16 ماي الماضي، والمتعلق بوجوه الدعم المخصصة لمربي الدواجن في إطار جهاز ضبط سوق اللحوم البيضاء الذي أقرته الحكومة لضمان استقرار الأسعار. مسؤول القطاع الفلاحي الذي أشرف على هذا اللقاء بمعية رئيس الغرفة الفلاحية وجمعية مربي الدواجن وحضره ممثلون عن مجمع تربية الدواجن بالغرب "أورافيو" ومذابح الدواجن من القطاع الخاص إلى جانب بعض كبار مربي الدواجن في المنطقة، أوضح أن الدولة قررت دعم مربي الدواجن بنسبة 20٪ من تكلفة تهيئة المنشأة المستغلة في تربية الدواجن، وبنسبة 40٪ من تكلفة تجهيز هذه المنشأة بالعوازل ووسائل التهوية والرطوبة وما شابهها لضمان الإنتاج على مدار العام. ولدى تفصيله أكثر لهذه المعطيات أشار ذات المسؤول إلى أن أصحاب المنشآت التي تتراوح طاقتها الإنتاجية بين 2000 و3000 كتكوت، يستفيدون من دعم مبلغه 14 مليون سنتيم لتهيئة المنشأة، وهو مبلغ يرتفع إلى حدود 30 مليون سنتيم عندما ترتفع الطاقة الإنتاجية إلى 4000 و6000 كتكوت أما الدعم المخصص للتجهيز فيتراوح بين 2،13 و4،26 مليون سنتيم بحسب الطاقة الإنتاجية المشار إليها. القرار الوزاري المنظم لشعبة تربية الدواجن رسم أيضا خريطة التعامل مع وحدات تخزين اللحوم البيضاء تحت التبريد والتي تدعو مديريات المصالح الفلاحية الولائية إلى إبرام إتفاقيات تقوم على ضوئها وحدات التخزين تحت التبريد بتخزين الفائض من إنتاج الدجاج أو الديك الرومي لفترة لا تتجاوز 9 أشهر على أن يتكفل جهاز ضبط السوق، بتكاليف التخزين المحددة ب 92،2 دج للكلغ الواحد شهريا بالنسبة للدجاج و51،3 دج للكلغ شهريا بالنسبة للديك الرومي على أن يبقى تحديد وقت وسعر تسويق الإنتاج من صلاحيات الإدارة. مدير المصالح الفلاحية بمعسكر، أشار إلى وجود حلول أخرى لمشاكل مربي الدواجن حسب وعود الوزارة الوصية التي تفضل كما قال أن تأتي الإقتراحات في هذا الشأن من أصحاب المهنة أنفسهم، مبرزا بالمناسبة، التسهيلات المعتمدة من طرف مصالحه لتسوية الوضعية القانونية لمربي الدواجن بولاية معسكر، من خلال منحهم لاعتمادات مؤقتة تتيح لهم العمل بشكل قانوني، علما أنه من أصل 1200 مرب ينشط في مجال تربية الدواجن بولاية معسكر، فإن نصفهم تقريبا يمارس هذا العمل بدون اعتماد بسبب عدم حيازتهم على عقود الملكية الخاصة بمنشآتها. هذا ورغم أن المشرفين على اللقاء، حاولوا إقناع مربي الدواجن الحاضرين بأن معظم مشاكلهم قد وجدت حلها في تدابير الدعم المتخذة لصالحهم إلا أن تدخلات هؤلاء أظهرت عدم اقتناعهم بهذه الإجراءات المتخذة، والتي اعتبرها أحدهم تصب في مصلحة "أصحاب منشآت التبريد" وبقية الوسطاء الذين يجنون "الأرباح" دون عناء ملاحظا أن مشكل مربي الدواجن يكمن في غلاء أسعار عوامل الإنتاج، كما طرح آخر مشكل كساد "البيض" في الوقت الراهن مبرزا عجزه عن تسويق حوالي 4 آلاف صفيحة بيض بمنشآته ومتهما مجمع تربية الدواجن "أورافيو" بالتسبب في انهيار أسعار البيض، فضلا عما يعانيه المربون جراء ثقل الضرائب المفروضة عليهم. ولذا اقترح بعض المتدخلين بضرورة دعم المربين مباشرة لتمكينهم من إنجاز وحدات التخزين تحت التبريد، وبشراء منتوجهم من البيض وتمكينهم من عوامل الإنتاج من كتاكيت وأغذية وأدوية بأسعار معقولة ومدعمة. رئيس جمعية مربي الدواجن بمعسكر، أوضح أن أشكال الدعم المقترحة من طرف الوزارة الوصية لفائدة مربي الدواجن تعتبر جد إيجابية، وينبغي وضعها حيز التنفيذ على أن تطرح الإنشغالات الأخرى تباعا على السلطات المركزية لإيجاد الحلول المناسبة لها، ملاحظا، أن الجهاز يتيح للمربين إبرام إتفاقيات مع المتعاملين الآخرين، لتزويدهم بعوامل الإنتاج وفق شروط وأسعار متفق عليها مسبقا. هذا وقد أظهرت وقائع هذا الإجتماع الذي سبقته عدة إجتماعات حول ذات الموضوع، أن مربي الدواجن لم يدركوا كل جوانب هذه العملية، بصورة تسمح لهم بحساب الفوائد التي يجنونها من الإنخراط فيها ومقارنتها بما تجنيه الأطراف الأخرى، الأمر الذي يتطلب كما أشار إلى ذلك ممثل مجمع "أورافيو" بذل جهود أكبر لإيصال "المعلومات" إلى المربين بشكل يوضح ما لهم وما عليهم في إطار هذا الجهاز الجديد لتنظيم سوق اللحوم البيضاء.