أعادت سلسلة ذاكرة الوطن بهيئة قصور الثقافة طبع كتاب المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة ، للدكتور أحمد حسين الصاوي، وهو الكتاب الذي طبع من قبل في الثمانينيات وفي طبعة محدودة ونفد سريعا. وترجع أهميته إلى أن المؤلف قدم لنا بشكل علمي الحقائق من خلال مجموعة من الوثائق الأجنبية والعربية والمراجع والشهادات ليحسم لنا حقيقة المعلم يعقوب الذي يريد البعض أن ينصبه ثائرا وتنويريا رغم إجماع مؤرخي التاريخ المصري الحديث على خيانته بتعاونه مع المحتل في الفترة إبان الاحتلال الفرنسي لمصر والكتاب يتكون من 13 فصلا وملاحق تضم الوثائق التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه، حيث كان يعقوب حنا من كبار الأقباط الذين تزعموا حركة التعاون مع سلطات الحملة الفرنسية، ورافق الجنرال ديسيه في حملته لمطاردة قوات المماليك الذين فروا على الصعيد بعد معركة إمبابة، بل وجهز الحملة بكل ما يلزمها وأمن طرق مواصلتها، ولم يكتف بذلك وإنما شارك فعليا في العمليات الحربية وبعد رحيل نابليون يقول الكاتب مستندا على كتابات الأقباط والوثائق إن الأحداث تتابعت سريعا، وقام يعقوب بخدمات جليلة للجنرال ديسيه، ونال ثقته المطلقة وأصبح من خلصائه، وفي عهد منو بعد مقتل كليبر استمر يعقوب يؤدي خدماته للسلطة، وعندما اقتربت أيام الحملة من نهايتها، وتهاوت الأحلام الاستعمارية ركب المعلم يعقوب ومن معه سفينة الجنرال بليار وعدد من جنوده وأبحرت السفينة في 10 أوت 1801 وأصيب بعد رحيله بيومين بالحمى واشتد عليه المرض ومات في 16أوت، وكانت آخر كلماته وهو يحتضر أن يدفن مع صديقه ديسيه في قبر واحد وتم دفنها في فرنسا ورفض ربان السفينة إلقاءها في البحر.