يواصل مناهضو فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية احتجاجاتهم في العاصمة طهران، وسط حديث عن إمكانية إعادة فرز الأصوات في بعض صناديق الاقتراع التي طعن منافسه المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في نتائجها. ووردت أنباء عن أن أنصار موسوي يعتزمون التظاهر من جديد وسط طهران لتجديد رفضهم نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة الماضية وأعلنت وزارة الداخلية فوز نجاد فيها بنسبة قاربت 63%. وقد استمرت هذه المظاهرات المناهضة لنجاد بشكل يومي منذ إعلان النتائج الأولية ، وشهدت مصادمات مع قوات الأمن حيث قتل سبعة أشخاص. وذكرت مصادر إعلامية إيرانية نقلا عن جهات رسمية أن قوات الأمن اعتقلت ثلاثة من السياسيين الإصلاحيين وهم محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بالإضافة إلى بهزاد نبوي وسعيد هاجاريان الذي يعتبر المنظر للحركة الإصلاحية في البلاد. كما أعلن وزير الأمن الإيراني محسن إيجئي اعتقال نحو 26 وصفهم بالعناصر الرئيسية المحرضة والمؤججة لأعمال العنف التي وقعت في طهران مؤخرا بالإضافة إلى الأشخاص الذين اعتقلوا قبل ذلك. وفي موضوع الطعن في نتائج الانتخابات، قال التلفزيون الإيراني إن المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي التقى ممثلي المرشحين الأربعة الذين تنافسوا حول الرئاسة، وأيد إعلان مجلس صيانة الدستور، وهو إحدى المؤسسات الحاكمة في إيران، استعداده لإعادة فرز جزئي للأصوات في بعض صناديق الاقتراع. كما أعلن علي أكبر محتشمي بور مساعد موسوي في مؤتمر صحفي أن الأخير أطلع مجلس صيانة الدستور على 15 مخالفة يقول إنها وقعت في الانتخابات الرئاسية وأعطت الفوز لنجاد ، داعيا المجلس إلى البت فيها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخودائي قوله في مؤتمر صحفي إن المجلس سيعيد فرز الأصوات إذا تأكد من وقوع مخالفات انتخابية مثل شراء الأصوات أو استخدام بطاقات هوية مزورة أثناء الاقتراع، متعهدا بأن يتعامل المجلس مع هذه المسألة بدقة وعناية. من جهة ثانية، نسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن واشنطن طلبت من موقع تويتر الإلكتروني (TWITTER) إرجاء عملية صيانة مقررة لنظامه كانت ستوقف خدماته طوال نهاية الأسبوع، وذلك لإفساح المجال أمام المعارضين الإيرانيين لمواصلة استخدامه في التواصل بينهم. وقد نشط مؤيدو موسوي في التواصل عبر المواقع الإلكترونية بعد أن منعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية المظاهرات المتعلقة بنتائج الانتخابات. ومن جهتها استدعت وزارة الخارجية البلجيكية سفير إيران في بروكسل، وعبرت له عن قلقها بشأن القيود المفروضة على وسائل الإعلام الأجنبية في طهران، وبينها بلجيكية. في المقابل، شدد وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو في تصريحات خاصة للجزيرة على تأييد بلاده لنتائج الانتخابات الإيرانية، وأعرب عن رفض فنزويلا القاطع لما سماها "حملة شعواء لا أساس لها يتم شنها من الخارج لإفقاد مؤسسات إيران مصداقيتها".