من علي فاركا توري أحد كبار العازفين على الة الغيتارة و احد النجوم اللامعين في طبع البلوز الإفريقي و رواد الموسيقى الإفريقية إلى اسمايل لو النجم السنيغالي لموسيقى السول و البلوز لا تزال القارة السمراء و منذ امد بعيد تبهر و ترقص العالم على إيقاعاتها و نغماتها الاخاذة و الساحرة. و تبقى الموسيقى الإفريقية تطبعها ماساة الإستعمار و كل المعاناة و الالام التي خلفها الى جانب التخلف و قساوة الطبيعة من جفاف يقهر و تمتزج مع الإيمان و الأمل في غد أفضل للقارة تبقى تعبر عن مخاوف و تطلعات الإنسان التي تحملها موسيقى سليف كايتا و يوسو ندور و موري كونتي و ألفا بلوندي و الجنوب إفريقي جونتان كلغ المعروف ب "الزولو الأبيض" و غيرهم من النجوم الأفارقة الكبار. و قد فتح علي فاركا توري الذي توفي سنة 2006 المجال لكوكبة من الموسيقيين و المطربين الذي يحيون حفلات موسيقية في كل العالم مما يدل على التنوع و الثراء الذي لا ينضب للموسيقى و الإيقاعات الإفريقية. كما لعب توري دورا رائدا في تكييف موسيقى السونراي و البول و تماشك بحيث كان واعيا من خلال إحساسه المرهف و ذوقه الحاد بالإيقاعات الموسيقية المالية المتنوعة بأن هذه الموسيقى التي يرقص العالم على إيقاعاتها هي "نابعة من بلده". فقد فتح الباب على مصرعيه لأمثاله من الفنانين و حتى المواهب الشابة التي تزخر بها إفريقيا التي كانت منشغلة أكثر بتضميد جراحها بدل الإهتمام بعالم الفن. و كان على هؤلاء الفنانين الجدد مضاعفة الإبداع و الجهود من أجل إثبات شهرتهم في الغرب ملثما هو الشأن بالنسبة لألفا بلوندي نجم الريغي الإيفواري الذي مارس عدة مهن بالولايات المتحدة حتى يتمكن من احتلال مكانة في عالم الريغي الذي كان يسيطر عليه ملك الريغي بوب مارلي. كذلك الشأن بالنسبة لسليف كايتا مغني البلوز الإفريقي الأكثر شهرة فقد تطلب منه بدل جهود كبيرة لإثبات شهرته في عالم ظل وفيا لمفهوم "الموسيقى العرقية". و تمكن كايتا الذي اكتشف موسيقى بلده من خلال تقليد الشاعر الإفريقي من التشكيك في ذلك العامل المشل الذي يفصل بين الموسيقى العلمية و الفلكلور و جلب اهتمام محبي البلوز الأمريكي و الروك و موسيقى العالم. أما الصوت الأخر الساحر فيأتي من مالي ملتقى الإيقاعات الإفريقية و غيرها إنه صوت الفنانة تراوري روكيا التي سارت على نهج سليف كايتا الذي عرف كيف يمزج بين الأصول الموسيقية المالية و أخرى إفريقية و حتى غربية (غينية و إيفوارية و سنيغالية و كوبية و إسبانية و برتغالية) و تعد هذه الفنانة المالية متمسكة بتقاليدها الموسيقية المالية مع تفتحها على موسيقى العالم بحيث عرفت كيف تضفي على موسيقاها إيقاعا حيويا ترتج له الساحة الفنية. و الصالصة الافريقية موجودة أيضا بفضل أستاذها الذي يعد أول حائز على القرص الذهبي وتوفي في 2007 : الغامبي لابا سوسي المدعو "المايسترو" الذي "ذاع صيته" في السينغال" بعد أن تم اكتشافه على يد إيبرا كاسي والد المغني الشهير أليون كاسي. و منح الزائير سابقا (جمهورية الكونغو الديمقراطية) للأغنية و الموسيقى الافريقية أحد أشهر سفرائها -لوكوا كانزا -الذي اكتسح أوروبا و غيرها من الدول بأنغام اعيد النظر بسببها في بعض الأفكار و الأحكام المسبقة. إلى جانب عملاق آخر يدعى مانو ديبونغو شق طريقه الفني نحو الازدهار ليصبح ملحنا لا مثيل له بعد غنائه مع ري ليما و مشاركته في ألبومين له. هذا ووجدت أنغام موسيقى الغناوي (موسيقى افريقية ممزوجة بايقاعات من الجنوب الكبير لافريقيا الشمالية) ضالتها بالجزائر و المغرب. إلا أن امتزاج هذه الأنواع الموسيقية المستوحاة من تقاليد افريقيا السوداء مع الايقاعات الأمازيغية و العربية منذ اقدم العصور أضفى عليها الكثيرمن التغيرات. و تمكن الغناوي في طبعة الديوان من التطور بالجزائر ليتعدى الحدود بفضل مجموعة قعدة بشار. إذا كان عثمان بالي الذي توفي في حادث تسببت فيه الفيضانات من الحفاظ على الموسيقى التارقية التي كان عميدها على أرض يعايش فيها الانسان ماضيه عبر الرسومات المنحوتة للتاسلي و من جهته استمر الشاعر آيت منغلات في اثراء سجل لغة افريقية داعين الناس الى العودة الى التراث. وانطلاقا من علي توري فاركا ومرورا من سليف كيتا و مانو ديبونغة و بالي و آيت منغلات وايدير و غيرهم تثري افريقيا مهد الانسانية سجل الموسيقى العالمية