المسلم يختار المرأة التي عُرفت قريباتها بكثرة الولادة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أمر بذلك فقال: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة)؛ ولأن كثرة الأمة عِزٌّ لها، وإياك وقول الماديين الذين يقولون: إن كثرة الأمة يوجب الفقر والبطالة والعطالة، بل والكثرة عِزٌّ امتن الله به على بني إسرائيل، حيث قال: (وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) (الإسراء: 6) ، وذَكَّر شعيب عليه الصلاة والسلام قومه بها، حيث قال: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) (الأعراف: 86). فكثرة الأمة عِزٌّ، لا سيما إذا كانت أرضهم قابلة للحراثة والزراعة والصناعة، بحيث يكون فيها مواد خام للصناعة وغير ذلك، وليس كثرة الأمة سبباً للفقر والبطالة أبداً. لكن مع الأسف أن بعض الناس الآن يختار المرأة التي يمكن أن تكون عقيماً، فهي أحب من الولود، ويحاولون أن لا تلد نساؤهم إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات من الزواج وما أشبه ذلك، وهذا خطأ؛ لأنه خلاف مراد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ويقولون أحياناً: إن تربيتهم تشق، فنقول: إذا أحسنتم الظن بالله أعانكم الله. ويقولون أحياناً: إن المال الذي عندنا قليل، نقول لهم: (وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) (هود: 6) ، وأحياناً يرى الإنسان الرزق ينفتح إذا ولد له، وقد حدث غير واحد يقول: إني منذ تزوجت فتح الله علي باب رزق، ولما ولد ولدي فلان انفتح باب رزق آخر، وهذا معلوم؛ لأن الله يقول (وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) (هود: 6) ، ويقول: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (الأنعام: 151) ، وقال: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) (الإسراء: 31)، وقال: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور: 32) ، فالحاصل أن هذه العلة وهي كون الأولاد سبباً للفقر خطأ.