ستنطلق قريبا أشغال إعادة تأهيل المتحف الصحراوي الواقع وسط مدينة ورقلة، حسب ما أفادت به مديرية الثقافة. وتوجد عملية إعداد دفتر الشروط الخاص بهذه العملية في مراحلها الأخيرة، حيث سيتم بعد ذلك مباشرة اختيار المقاولة التي ستسند إليها أشغال إعادة الاعتبار لهذا المعلم الأثري الذي يرجع تاريخ إنشائه بالمنطقة إلى سنة 1938 كما أوضحت ذات المديرية. وقد جرى تخصيص في إطار البرنامج القطاعي للتنمية غلاف مالي تصل قيمته الإجمالية إلى 10 ملايين دج لإنجاز الدراسات التقنية والقيام بأشغال الترميم التي ستمس الجدران والأسقف، بالإضافة إلى إعادة إنجاز شبكة الإنارة داخل المتحف، حسب ذات المصدر. كما ستشمل هذه الأشغال إنجاز نظام لصرف المياه الصاعدة بموقع هذا المعلم والتي اعتبرت كواحدة من بين الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تداعي أركانه وهشاشة جدرانه. وحسب المختصين، فإن المتحف الصحراوي بورقلة ظل يعاني من انتشار الرطوبة التي عجلت بظهور التصدعات والتشققات التي شملت مختلف أقسامه. وكانت بلدية ورقلة قد قامت خلال السنوات الماضية ببعض عمليات الترميم و الصيانة لهذا المعلم، غير أنها لم تعط النتائج المرجوة منها لافتقارها إلى المقاييس العلمية التي تتطلبها مثل هذه الأشغال. ويتميز هذا المتحف والمصنف إلى جانب كل من القصر العتيق بعاصمة الولاية وقصر تماسين ومدينة سدراتة الأثرية ضمن المعالم التاريخية الوطنية بطرازه المعماري الفريد فهو يجمع بين العمارة الأوروبية والإفريقية والعربية. ويتكون هذا المعلم الأثري على قاعة استقبال مخصصة لعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية لبعض المواقع السياحية بالصحراء وصور أخرى تمثل العادات والتقاليد والحرف التي تمارس من طرف أهل المنطقة، إلى جانب أربع قاعات أخرى من بينها القاعة رقم ثلاثة التي تضم مجموعة من الآثار التي وجدت بمنطقة الجنوب الشرقي للوطن وتعود إلى فترة ما قبل التاريخ. كما تحتوي نفس القاعة على لوحة جدارية تمثل مشاهد مختلفة لرسومات صخرية من منطقة الطاسيلي ناجر وعلى مقربة من الجدارية وضعت قطع من جذوع الأشجار المتحجرة التي يعود تاريخها إلى عهود غابرة