نظمت جمعيات فرنسية وعربية بمدينة كلامار -القريبة من باريس- تجمعا لتخليد الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي توفي يوم الحادي عشر من نوفمبر 2004 في مستشفى برسي العسكري الواقع بتلك المدينة. وطالب منظمو التجمع السلطات الفرنسية بالإسهام في كشف ما أسموها الأسباب الحقيقية لموت القائد الفلسطيني. كما حثوا الفصائل الفلسطينية على الوفاء ل"نهج المقاومة والتمسك بالثوابت الذي اتبعه المرحوم أبو عمار". وتجمع الحاضرون أمام بوابة مستشفى برسي حاملين أعلاما فلسطينية ومغاربية وصورا للرئيس عرفات، وقاموا بوضع أكاليل من الزهور في عين المكان، قبل أن يقفوا دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد. وتقدم المشاركين في التجمع أعضاءٌ من المجلس البلدي لكلامار -بينهم نائبان لعمدة المدينة- ودبلوماسيون فلسطينيون وقادة الجمعيات التي دعت للتجمع. وقال نائب رئيس الجمعية المغاربية في كلامار مصطفى بو ذراع إن جمعيته "آلت على نفسها أن تخلد كل سنة في هذا المكان وفاة الزعيم ياسر عرفات". وأشار إلى أن "وصول عرفات في الأسبوعين الأخيرين من حياته إلى مدينتنا وعلاجه ثم وفاته في مستشفى كلامار العسكري تعد أحداثا تاريخية هامة في ذاكرة المدينة". وأضاف الناشط المغربي أن "استحضار رمزية عرفات يعني استمرار النضال من أجل تخليص فلسطين من الاحتلال وحصولها على الاستقلال والحرية". وكشف بو ذراع أن العديد من العرب المقيمين في كلامار حرصوا على "المرابطة أمام المستشفى ليلا ونهارا طيلة الأسبوعين اللذين قضاهما المرحوم في هذه المؤسسة الطبية". واستطرد نائب رئيس الجمعية المغاربية بكلامار "قناعتنا العميقة هي أن عرفات مات مسموما بفعل مؤامرة خبيثة حاكها أعداء القضية الفلسطينية". وشدد على أنه يتمنى أن تقوم على الحكومة الفرنسية بنشر ما لديها من معلومات طبية أو استخبارية عن "الأسباب الحقيقية" التي أودت بحياة الزعيم الفلسطيني. وتبنى العضو البارز في جمعية فلسطينييفرنسا محمد عريقات نفس المطلب، مشيرا إلى أنه على سلطات باريس أن تنهي "التعتيم بشأن وفاة عرفات عن طريق نشر التقرير الرسمي الذي أعده الفريق الطبي الفرنسي الذي أشرف على محاولة إسعاف الرئيس". وأضاف الناشط الفلسطيني أن هناك "العديد من المؤشرات التي تعزز فرضية أن يكون أبو عمار قد تعرض لعملية تسميم". وقال عريقات إن على السلطة الفلسطينية أن تسعى أيضا إلى معرفة كل ملابسات موت ياسر عرفات وإطلاع الرأي العام الفلسطيني والعربي عليها. وقال إنه يتعين على "كل الفصائل الوفاء لنهج المقاومة والتمسك بالثوابت الذي اتبعه المرحوم أبو عمار". أما نائب عمدة كلامار جيرار أوبينو -الذي ينتمي للحزب الشيوعي الفرنسي- فأكد اعتزازه بكون الرئيس الفلسطيني قضى آخر أيامه في المدينة. وأشار إلى أن تغطية وسائل الإعلام الدولية الكثيفة لإقامة عرفات في مستشفى "برسي" زادت شهرة المدينة في مختلف أصقاع العالم. وأضاف أوبينو أنه يعمل –مع ممثلي الجمعيات والأحزاب المناصرة للقضية الفلسطينية بكلامار- من أجل إطلاق اسم ياسر عرفات على ساحة أو معلم بالمدينة.