إعداد: كريم/ح يتفق الجزائريون على الاستعداد لعيد الأضحى أو"العيد الكبير" بشراء الأضحية قبل أيام ، ولا تكتمل الفرحة إلا حين دخول الكبش البيت برفقة أطفال العائلة فيما تقوم النسوة بطلاء رأسه بالحنة يوما أو أياما قبل المناسبة وتنظيف البيوت إضافة إلى صوم يوم عرفة. كما ظلوا محافظين على شراء ملابس جديدة لأبنائهم حتى لو تطلب الأمر اقتراض بعض المال من الأقارب أو زملاء العمل. شهدت أسعار الماشية ارتفاعا رهيبا بأسواق ولايتي الجلفة والاغواط خصوصا وأنهما المنطقتين المعروفتين بتربية الأغنام حيث يتراوح سعر النعجة التي يقل عليها الطلب في هذا الموسم ما بين 180 و 220 يورو وهي التي كان سعرها لا يزيد عن 150 يورو في باقي الأيام. و يبقى الخروف أو الكبش أهم ما يقتنى في عيد الأضحى لذا ارتفع سعر الخروف ليتراوح بين 200 يورو إلى 500 يورو حسب عمره ووزنه وقرونه. وعزا العديد من المربين ارتفاع سعر الكبش إلى المضاربين و السماسرة الذين يغتنمون المناسبات والمواسم و يرفعون من سعر الماشية. ويتنبأ العارفون بأسواق الماشية في الجزائر ببقاء سعر الماشية مرتفعا إلى ما بعد عيد الأضحى وإلى نهاية موسم الحج لكون الحجاج العائدين إلى ديارهم يعمدون إلى إقامة الولائم وهو ما يدفع بتجار الماشية إلى الاحتفاظ بالكباش التي لم يتمكنوا من بيعها مادام هناك زبائن في الانتظار. ودعا محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين المضاربين إلى "الرأفة بإخوانهم". وأكدت وزارة الفلاحة أن الجزائر يتواجد بها 21 مليون رأس غنم مقابل معدل استهلاك سنوي ب 5.3 مليون رأس في إشارة إلى أن ارتفاع أسعار الماشية هي من صنيع المضاربين. ويستغل عدد من الجزائريين فرصة عيد الأضحى لتغيير نشاطاتهم التجارية وحتى فتح محلات جديدة لتسويق كبش العيد وهو ما يوفر لهم دخل إضافي ، ولم تثنهم حملة وزارة التجارة عن الاستمرار في عملهم الظرفي بالرغم من كل "الإحراج البيئي" الذي يسببونه للآخرين. ويقول عبد القادر وهو أب لخمسة أطفال أن المناسبات الدينية لا يمكن أن تمر دون الاحتفال بها رغم الأزمات، مشيرا إلى أنه يضطر إلى تلبية كل رغبات أبنائه من شراء ملابس جديدة إلى اقتناء الأضحية في بعض الأحيان بأسعار غير معقولة. أما أمين فيرى أن مناسبة مثل عيد الأضحى "تفزعه" لأنه يعتقد أن جيبه لن يقدر على تحمل كل الأعباء دون اللجوء إلى الاقتراض. ورغم العولمة و الصعوبات المالية لا يزال أغلبية الجزائريين يحتفظون بعاداتهم خاصة في المناسبات والأعياد الدينية ، فسكان المناطق الغربية يلتزمون بعادة زيارة المقابر كما يقوم الآباء بنحر الأضاحي فيما تقوم النسوة بتحضير الحلويات التقليدية ، ويبدأ الأكل صباحا بالكبد وفي المساء المشويات. أما سكان منطقة القبائل فيحرصون على شراء الأضحية أيام قبل العيد ويوازيها استعداد من قبل ربات البيوت اللواتي يتفنن في تحضير أكلة المسمن يوما واحدا قبل يوم عرفة ، أما الأطفال الصغار فيلبسون الجلابية البيضاء والطربوش الأحمر وهو الزي الذي قال عنه محمد إنه بدأ يندثر أمام غزو الموضة الأوروبية والأمريكية على غرار بقية المناطق الأخرى من البلاد. ومع قرب عيد الأضحى تتحول عدة أماكن بالعاصمة الجزائر ومناطق أخرى بشرق البلاد إلى حلبات لإقامة "منازلات" بين الكباش التي تحمل أسماء لنجوم كرة القدم أو حتى سياسيين و يحضرها المئات من الفضوليين ، وقد أعطى تأهل المنتخب الجزائري على حساب نظيره المصري نكهة خاصة لهذه "المسابقة" التقليدية.