ما زالت مشكلة ندرة الحليب موضوعا يصنع الحدث في جل البلديات العاصمية ، حيث لم يستثن المشكل إلا بعض البلديات"المحظوظة"لسبب أو لآخر، فلم يهنأ بال الكثيرين طوال أيام العيد لانعدام هذه المادة الشائعة الاستهلاك في الموائد الجزائرية ، فراحوا يبحثون عنها في محلات المواد الغذائية أو تلك التي تتخصص في بيع الحليب و مشتقاته كأنها كنز مفقود. تعيش بلدية الرغاية على غرار الكثير من بلديات الوطن أزمة حقيقة، لم تشهد مثلها منذ فترة جد طويلة ، حيث أن مادة الحليب لم تصل إلي أي حي من أحيائها طوال أربعة أيام متتالية بما فيها أيام العيد، حيث لم يجد قطنوها أي تفسير للأسباب الكامنة وراء هذه الندرة، و ما أثار مشاعر الاستغراب والاستياء في نفس هؤلاء هو غياب مبررات مقنعة من شأنها أن تشبع فضول السائلين خصوصا أولئك الذين لا يستغنون عنها . هذا وقد اختفى الحليب المجفف أو ما يعرف محليا ب"لحظة" عن رفوف المحلات أيضا، و هو الأمر ذاته الذي سجل مع حليب العلب، الذي بات الحل الوحيد أمام الكثير من العائلات رغم غلاء أسعاره الذي يفوق ضعف الكيس الواحد من الحليب، إذ وصل سعر الكيس الواحد من "لحظة" إلى 150 دج ، رغم أن العديد من العائلات الجزائرية ترى فيه شرا لا بد منه لطعمه الذي يميزه عن غيره. ويقول المواطنون إن ندرة الحليب سجلت منذ أزيد من أسبوعين إلا أن المشكل حسبهم لم يصل إلى درجة عدم توزيعه على الإطلاق كما حدث عشية العيد و الأيام التي تلته، حيث لجأ أصحاب المحلات التجارية الي تقليص الحصص اليومية للمشترين الي كيسين فقط، وذلك ليتسنى لأكبر قدر ممكن من العائلات الاستفادة من هذه المادة الأساسية. كما ذكر الكثير من المواطنين أن مشكل ندرة الحليب نغصت فرحتهم بالعيد ، خصوصا و أنهم أجبروا على النهوض في ساعات مبكرة من كل صباح علهم يجدون مادة الحليب في انتظارهم . وتجدر الإشارة أن مدينة الرغاية تعتبر قريبة من مصنع إنتاج الحليب المتواجد في بلدية بودواو التابع إداريا لولاية بومرداس، وهو ما شفع لها إلى حد بعيد، حيث كانت من بين البلديات المحظوظة في عمليات التوزيع ، إلي أن ذلك لم يدم طويلا، حيث أن أزمة ندرة الحليب شملتها في فترة جد حساسة وهي فترة العيد .