شهد شمال شرق مالي اعتداءات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق للطوارق، فيما أكد الجيش الفرنسي مقتل عدد من الإسلاميين المتشددين في غاو بشمال البلاد إثر معارك بعد سيطرتهم لفترة وجيزة على قصر العدل ومبنى البلدية في المدينة، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية وأخرى من متمردي الطوارق تأكيدها أن سيارتين مفخختين انفجرتا قرب متمردين طوارق ومدنيين، أمس، في "انهاليل" قرب "تيساليت" شمال شرق مالي، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم انتحاريان. وقال مصدر أمني مالي "انفجرت سيارتان مفخختان قرب مدنيين ومقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، قتل ثلاثة أشخاص وجرح العديد بين صفوف الحركة والمدنيين". وكان متحدث باسم جماعة متمردة في مدينة كيدال شمال مالي قد أعلن في وقت سابق أن انفجار سيارة مفخخة أودى بحياة شخصين بما في ذلك السائق، وحسب المتحدث ذاته فإن انتحاريا فجر سيارته عند مقر خاص تتردد عليه قوات تشادية يوميا، وتدخلت في مالي للمساعدة في الإطاحة بالمتمردين الإسلاميين الذين سيطروا على شمال البلاد. وقال موسى أغ اساريد، الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد إن "مدنيا خرج لجلب المياه إلى المنزل قتل مع السائق، كما أصيب مدنيان آخران". من جانبه، أكد الجيش الفرنسي مقتل ما بين 15 و20 إسلاميا وإصابة جنديين فرنسيين "بجروح طفيفة جدا" وجرح أربعة جنود ماليين في معارك في مدينة غاو، وكتبت القيادة العليا للجيش في موقعها على الانترنت أن "قوات الجيش المالي مدعومة من قوة التدخل السريع الفرنسية مع مروحيتي غازيل... تمكنت من القضاء على 15 إرهابيا في غاو". وكان الإسلاميون قد سيطروا في المعارك، التي اندلعت الخميس الفارط، لفترة وجيزة على قصر العدل في غاو ودار البلدية قبل أن يتمكن الجنود المدعومون من جنود فرنسيين بطرد المهاجمين. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان- ايف لو دريان قد أعلن في وقت سابق أن "قوات الجهاديين" احتلت لبعض الوقت بلدية غاو ومقر الحاكم الخميس قبل أن تطردهم القوات المالية مدعومة بالقوات الفرنسية. وقال على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل "هذا الأمر يظهر أننا حاليا في معركة غير متكافئة ويظهر أيضا أننا في حرب حقيقية حصلت في الشمال وحول مدن كنا قد حررناها".