سيطر المتمردون الطوارق، أمس، على معسكر في تيساليت، شمال شرق مالي، على الحدود مع الجزائر، في تقدم لافت، بعد انسحاب "إستراتيجي" للجيش المالي، كما وصفته قيادة الجيش المالي من اجل تفادي سقوط القتلى، مثلما حصل قبل ثلاثة أسابيع، لما أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 100 مدني. وقال موسى سلام، المسؤول عن متمردي الطوارق لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المتمردين سيطروا على معسكر تيساليت دون قتال مع القوات النظامية، لكنه شدد على أسر عشرات الأشخاص"، مضيفا "لقد عززنا موقعنا في المنطقة"، ولكن دون تحديد حصيلة. وأكد المسؤول العسكري في الجيش المالي، برولاي غيسي، أن الجيش "أجرى انسحابا استراتيجيا" من معسكر تيساليت، قائلا "القسم الأكبر من عديد قواتنا تراجعوا إلى ابيبارا ليلعبوا دور الحماية المزدوجة لمدينة كيدال" الواقعة جنوبا. وفي حديثه عن تجنب مواجهات، تؤدي حتما إلى ارتكاب مجازر في حق مدنيين، كتلك التي حصلت في مدينة "أيجهوليك"، على الحدود مع الجزائر وسقط فيها ما لا يقل عن 100 شخص، إضافة إلى نزوح المئات من المدنيين إلى الجزائر، تلقوا المساعدة من الهلال الأحمر الجزائري، علاوة عن مساعدات أرسلتها الحكومة الجزائرية إلى المنطقة. وقال المسؤول في الجيش المالي "قمنا بسحب قواتنا تفاديا لمجازر بحق المدنيين من جانب المتمردين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وقال "لم تحصل معارك"، وتابع "لم يقع جرحى أو قتلى في معسكر كما في الأخر"، وأكد أن المتمردين الطوارق سيطروا أمس على معسكر في تيساليت (شمال شرق مالي)، في ما وصفه الجيش المالي بأنه "انسحاب استراتيجي". وأشار مصدر امني في المنطقة من باماكو إلى أن "معلوماتنا تؤكد أن الجيش المالي لم يعد داخل معسكر تيساليت.. هل غادرت المعسكر طوعا أم بالقوة؟ هذا سؤال آخر". وأضاف أن "مدنيين ماليين بينهم مسؤول في الإدارة المحلية لمنطقة تيساليت وصلوا أمس إلى الحدود مع الجزائر". ويقع معسكر تيساليت على بعد حوالى 15 كلم من هذه المنطقة الإستراتيجية شمال شرق مالي قرب الحدود الجزائرية. وقد تسببت المعارك الضارية التي دارت على الحدود مع الجزائر في فرار أكثر من 172 ألف مدني مالي، وكانت المعارك دارت منذ فيفري بين متمردي الطوارق والجيش المالي للسيطرة على معسكر تساليت. وفي الوقت الذي تشير فيه حكومة باماكو الى أن متمردي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد على علاقة بالقاعدة، تؤكد الحركة أن لا علاقة لها بالقاعدة، وهو موقف عبرت عنه الخارجية الجزائرية، على لسان مسؤولها الأول مراد مدلسي الذي أكد أن الأزواد ليسوا إرهابيين، لكن الحكومة المالية تعمل على إلصاق تهمة الإرهاب بالحركة. موازاة مع ذلك، شرع في التحضير لندوة لراب الصدع، بين الخصوم في مالي، عقب لقاء رعته الجزائر، قبل شهر وتم خلاله الاتفاق على توجيه نداء لوقف إطلاق النار، من الجانبين ومباشرة المفاوضات، غير أن اللقاء لم ينعكس إيجابا على الوضع الأمني في المنطقة التي تشهد تصعيدا امنيا خطيرا، إثر رفض فصيل من المقاتلين، تلبية النداء، معبر عنه من قبل أغ الشريف الذي قال "إن النداء الموجه لوقف الاقتتال من العاصمة الجزائرية لا يعنينا، رغم احترامنا لتحالف 23 مايو، وجهود أشقائنا الجزائريين".