تشهد منطقة الحدادة العليا بمدينة جيجل تدهورا كبيرا في المحيط زيادة على افتقاره للمرافق الضرورية مما أثر سلبا على حياة سكان الحي، الذين قالوا بأنهم يعيشون يوميا على وقع الروائح جراء النفايات التي تفرزها بالخصوص وحدة إنتاج الجلود إضافة إلى الرمي العشوائي للأوساخ والفضلات في نقاط عدة من الحي وعلى جوانب الطرقات مما يعيق حركة المرور أحيانا بعدما تتناساها الجهات المكلفة بالتخلص منها، ولم تستثنى مختلف المجاري المائية من سلبيات هذه الظاهرة إذ أدى ذلك إلى انسداد غالبيتها مما أعاق صرف مياه الأمطار في الأيام الأخيرة، كما اشتكى سكان الحي من تسربات المياه بعد الأعطاب التي مست شبكة التوزيع بالحي وأضحت شوارعه عبارة عن برك ومجار للمياه خصوصا أثناء عملية التوزيع مما جعل المياه لاتصل إلى غالبية المساكن واضطر السكان إلى الاستنجاد بالجرارات التي ألهبت جيوب المواطنين بسبب أسعارها المرتفعة، كما طرح سكان الحدادة العليا مشكل الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، لاسيما في فصلي الشتاء والصيف أين يشتد الطلب عليه، وطالب سكان الحي بضرورة تسليط عقوبات على أصحاب الحافلات التي لا تحترم نقاط التوقف إذ غالبا ما يتعمدون عدم الوصول إلى نقطة التوقف النهائية بالحي ويضطر السكان إلى السير مسافات طويلة للوصول إلى مساكنهم بالرغم من وجود نقاط توقف بالقرب من منازلهم، وطالبوا بفرع بلدي ومكتب بريدي وقاعة علاج تغنيهم عن الذهاب إلى وسط المدينة أحيانا من أجل حقنة واحدة أو لاستخراج شهادة ميلاد، غير أن المطلب الذي قال بشأنه السكان أنه ضروري هو مراقبة نوعية إنجاز الطريق الرابط بين الحي المذكور ومنطقة مزغيطان حتى لا يتم التلاعب في إنجازه .من جهة أخرى طالب سكان منطقة برج علي التابعة إلى بلدية السطارة التي تبعد عن مقر ولاية جيجل شرقا بحوالي 77 كم السلطات المحلية التخفيف من معاناتهم اليومية التي يواجهونها في المداشر البعيدة والمتفرقة لاسيما في مجال الطرقات كما هو الحال لسكان دشرتي بني صبيح وتايراو الواقعتين في الحدود مع بلدية غبالة الذين يعيشون تهميشا نتيجة تدهور الطريق الوحيد الرابط بينهم وبين مقر البلدية.وقال السكان أن الطريق لم يعرف عملية صيانة منذ مدة ناهيك عن نقائص أخرى لها علاقة مباشرة بحياتهم اليومية واستقرارهم بها كنقص مياه الشرب وانعدامها في الكثير من الأوقات بالخصوص في فصل الصيف أين يلجأ هؤلاء إلى مياه الأودية والينابيع البعيدة تتطلب قطع مسافات طويلة مستعملين في جلبها وسائل تقليدية بدائية كالأحمرة، زيادة على كونها غير مراقبة صحيا ويمكنها أن تكون سببا في الإصابة ببعض الأمراض خاصة إذا عرفنا أن التجمعات السكنية لا تعتمد على قنوات الصرف الصحي لافتقادهم إياه، وجل السكان يستعملون الحفر المرحاضية التي كثيرا ما تصب في الأودية والمجاري المائية.وتزداد معاناة السكان مع تنامي حاجتهم لغاز البوتان الذي يحصلون عليه بشق الأنفس، حيث يستعملون الأحمرة لجلب قارورات الغاز من مقر البلدية التي تبعد عنهم بسبعة كيلومترات إضافة إلى ما يحتاجونه من مؤونة التي عادة ما يخزنون الكمية الكافية لفصل الشتاء. وبالرغم من الصعوبات التي يعيشها السكان في الدشرتين المذكورتين إلا أنهم متمسكون بأرضهم وقراهم مستبعدين الهجرة منها.ويبقى حلم السكان هناك في أن تلتفت السلطات إليهم وترفع الغبن عنهم بإدراج مناطقهم في العمليات التنموية الجارية منذ سنوات خاصة والجهة عاشت ويلات الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس إبان سنوات الأزمة.