تعاني عشرات العائلات القاطنة بدوار بني صبيح التابع إداريا لبلدية غبالة (ولاية جيجل) من عزلة تامة وذلك في ظل عدم صلاحية الطريق الذي يربط الدوّار المذكور بمقر البلدية والذي يمتد على مسافة تفوق (10) كلم . وقد دفع هذا الوضع بسكان منطقة بني صبيح التي تستحق عن جدارة تسمية الرّبوة المنسية إلى طرق كل الأبواب على أمل تحسين ظروفهم المعيشية وفك العزلة عنهم من خلال تعبيد الطريق الذي يربطهم بمقر بلدية غبالة كأضعف الإيمان إلا أن نداءات هؤلاء تبقى إلى حد كتابة هذه السطور مجرد صرخة في واد وهو ما زاد من المعاناة النفسية لهؤلاء السكان الذين زادهم الجهل والحاجة همّا على هم . وقد شرع سكان بني صبيح خلال الأيام الأخيرة في إقامة الأفراح ليس تهليلا بقدوم فصل الربيع الذي تلبس فيه منطقتهم حلة بديعة تسلب قلوب وعقول عشاق الطبيعة بل فرحا بتوديع فصل الشتاء الذي تتضاعف فيه معاناتهم كيف لا وهم الذين يجدون أنفسهم مضطرين لقطع أكثر من (20) كلم وسط أكوام الثلوج من أجل التزود بالمواد الغدائية انطلاقا من قرية برج علي أو بلدية السطارة المجاورة وهي المواد التي تصل سكان بني صبيح بأسعار مضاعفة لأسعارها الحقيقية وأحيانا تكون غير صالحة تماما للاستهلاك وذلك في ظل استغلال بعض التجار لحاجة هؤلاء السكان وقلة حيلتهم لبيعهم مواد منتهية الصلاحية بكل ما يشكله ذلك من خطر على صحتهم التي أنهكها الفقر والقهر . وإذا كان الناس في (2010) يطالبون بالأنتثرنيث وما إلى ذلك من وسائل العيش الرغيد فإننا في بني صبيح لا نطالب يقول من تحدثوا "لآخر ساعة" من سكان الدوّار المذكور سوى بأبسط الضروريات التي يكفلها لنا دستور البلاد ومن ذلك طريق معبد يضمن لنا التواصل مع العالم الخارجي ويقينا جحيم العزلة التي نعاني منها ومساكن محترمة تشعرنا بأننا نعيش في جزائر الاستقلال، والى أن يتحقق هذا الحلم المشروع والبسيط يبقى سكان بني صبيح يموتون في اليوم ألف مرة كما تموت الأحلام البريئة في نفوس أبنائهم الصغار الذين حوّلهم البؤس والشقاء إلى كهول قبل الأوان . تقرير : م/ مسعود /جيجل