غياب محاسن التنمية بحي أمزوي بعاصمة الولاية جيجل وافتقاره إلى أبسط ضروريات الحياة، والحالة المتردية للطريق الترابية التي تربطهم بالعالم الخارجي وإنعدام الإنارة العمومية فرضت على سكان الحي المذكور عزلة عن العالم الخارجي، وأذى ذلك إلى حرمانهم من التنمية التي تتطلع إليها كل التجمعات السكنية بعاصمة الكورنيش. مشاكل بالجملة ومعاناة لاتنتهي تلك التي يعيشها سكان حي أمزوي المتواجد غير بعيد عن وسط مدينة جيجل، وانتمائه إلى عاصمة الكورنيش لم يشفع له لينال حظه من التنمية كباقي التجمعات السكنية، حيث يبقى الطريق الترابي الوحيد الذي يربطهم بوسط المدينة والذي يستعمله هؤلاء السكان في كلتنقلاتهم، مما يصعب من تنقلهم وأطفال المدارس على وجه الخصوص خاصة في الأيام الممطرة، وهو أكبر مشكل يواجههم وتهيئته تجلب لهم تنمية شاملة تخرجهم من العزلة المفروضة عليهم بسببه، ولا تقتصر النقائص على الطريق فقط، فالإنارة العمومية الغائبة جعلت لياليهم كابوس مستمر مع عصاباتالسرقة التي تستهدف المنازل والمحال التجارية، فالظلام الدامس لايسمح لهم بمراقبة حركة التنقلات داخل الحي ولايمكنهم حتى الخروج من منازلهم خوفا مما قد يتعرضون إليه، كما اشتكى المواطنون من الغياب الكامل لشبكة الصرف الصحي، مادفع بالسكان بالإعتماد على الحفر المرحاضية بالرغم من التزايد المستمر للسكان وللمباني في الحي، غير أن الحفر المرحاضية هي الملاد الأوحد لهؤلاء في ظل غياب شبكة الصرف التي من الممكن أن تطفي نوعا من الأمان لذى هؤلاء السكان، الذين أصبحوا يخافون مما قد تخلفه هذه الحفر غير المراقبة وغير المبنية وفق ضوابط قانونية معروفة لذى أهل الإختصاص من شأنها أن تحمي السكان من مخاطر عدة، وفي مقدمتها الأمراض الفتاكة التي قد تنتشر بسبب ثلوث المياه. التنقل هو الآخر هاجس كبير لذى سكان حي أمزوي زاد من معاناتهم، حيث أصبح بالنسبة لهم مشقة كبيرة يتحملونها حيث يستوجب عليهم قطع مسافات طويلة للوصول إلى مبتغاهم، ويرجعون غياب النقل إلى وضعية الطريق وخوف الكثير من أصحاب رؤوس الأموال من المغامرة في هذا النوع من الإسثثمار في هذا الحي، فسكانه يجب عليهم التنقل إلى منطقة الحدادة للظفر بمقعد على متن الحافلات والتنقل إلى وسط المدينة، وتلاميذ المدارس يجدون صعوبة في الإلتحاق بمقاعد الدراسة حيث دائما يصلون في وقت متأخر مما أثر ذلك علىتحصيلهم الدراسي، وأضحوا يحتلون مراتب متأخرة في كل الإمتحانات التي تجرى على مستوى المؤسسات التربوية التي يدرسون فيها. كما عدد سكان الحي جملة من النقائص الأخرى التي نغصت عليهم حياتهماليومية داخل الحي، ومن بينها مشكل رفع القمامة التي تعمر أحيانا وسط الحي لعدة أيام دون أن يلثفت إليها أحد من المسؤولين، زيادة عن مطالبتهم للسلطات المحلية بالإسراع في ربطهم بشبكة الغاز، غير أنهم يقولون أن الأولوية بالنسبة لهم هي الطريق التي بتهيئتها يتم التخلص من كل العوائق فهي التي تصلهم بالمدينة وباقي التجمعات الأخرى، وقالوا بشأنها أن تماطل المقاول الذي أسندت إليه مهمة إنجاز التهيئة لأكثر من سنة سيزيد من معاناتهم لسنوات أخرى، وهو ما يتخوفون منه حيث يعلقون آمالا كبيرة علىالسلطات المحلية الجديدة في التكفل بإنشغالاتهم القانونية والتي تحملوا من أجلها الكثير .