تجري حاليا أشغال إعادة بناء شرفات غوفي الشهيرة ببلدية غسيرة ولاية باتنة، وهذا تحضيرا لانطلاق تصوير فيلم "غروب الظلال" للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة. وقد بدأ الفريق المشرف على هذا الموقع السياحي الفريد من نوعه، أعماله وفق ما يتطلبه الفيلم، وذلك من خلال مد بعض المسالك إلى أسفل الوادي الأبيض أو ما يسمى محليا ب"إغزر أملال" وسط الصخور الرسوبية التي تنتصب على عمق يتراوح ما بين 800 إلى 1000 متر. وأكد فيصل لمهمم وهو ومختص تونسي في التوضيب الخارجي، بأن العمل انصب على إيجاد مسلك مختصر وغير معقد وسط الصخور، من أعلى إلى أسفل الوادي، ثم التنقل إلى الضفة الأخرى من النهر الموجود أسفل شرفات غوفي ومنها الصعود إلى الفندق العتيق الذي تم إنجازه على الجهة المقابلة للشرفات في الحقبة الاستعمارية سنة 1904. وتتضمن هذه العملية أيضا، ترميم بيت تقليدي عتيق من نوع "ثيقليعث" أو القلاع المنتشرة على طول الوادي الأبيض، وخاصة بأعالي شرفات غوفي، والواقع هو الآخر في مكان كان صعب الوصول إليه لولا هذه العملية التي تعتمد كلية على المواد الطبيعية الموجودة. وأوضحت من جهتها السيدة شهرزاد عيواز، المختصة في التوضيب والتنسيق الخارجي، بأن الشرفات ستشهد أحداث جزء هام من هذا الفيلم الذي من المنتظر أن يشرع في تصويره أواخر الشهر الجاري، أو بداية ماي المقبل وستدور بعض مشاهده المبرمجة بشرفات غوفي بباتنة خاصة بالفندق العتيق والبيت الحجري القديم اللذين كانا من الصعب الوصول إليهما بسهولة وفق ما تتطلبه أحداث الفيلم وتنقلات أبطاله والممثلين فيه. ويروي "غروب الظلال" الذي يتم إنجازه في إطار إحياء خمسينية استقلال البلاد، قصة ثورية تدور وقائعها حول 3 شخصيات خالد وهو البطل المثقف الجزائري، ابن الصحراء الثائر ضد ظلم المستعمر من أجل استقلال بلاده، ورائد في الجيش الفرنسي، كان مقتنعا بأن الجزائر يجب أن تبقى فرنسية وبشتى الوسائل، وجندي فرنسي أقحم في حرب الجزائر لكنه لا يريد سوى السلم. ومن المنتظر أن يتم تصوير الفيلم بعدة ولايات منها باتنة، بسكرة، وادي سوف، الطارف، وكذا تيبازة، والجزائر العاصمة. للتذكير فإن محمد لخضر حمينة حاز على جائزة "السعفة الذهبية" سنة 1975 بمهرجان كان السينمائي عن رائعته "وقائع سنين الجمر".