دعت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، مشاركة الجميع دون استثناء للنهوض والرقي بالسياسة الثقافية في الجزائر، مشددة في حديثها أن الدولة وفرت كل الفرص المناسبة للعمل بها. وعرضت تومي، السياسة الثقافية في الجزائر، والتي لخصتها في الأهداف الواضحة التي سطرتها وتسطرها وزارتها من أجل تحقيقها، وذلك في الإطارين القانوني والمؤسساتي وفق الميزانية التي تنفقها على البرنامج الخاص بالفعل الثقافي. وشددت تومي، على هامش استضافتها بمنتدى المجاهد، أمس، على إمكانية اختلاف الرؤى فيما يخص الأهداف التي تنشدها الوزارة ، في حين نفت أن يشكك أحد في السياسة الثقافية و في الإمكانيات التي توفرها الدولة الجزائرية في سبيل الارتقاء ببرنامجها الثقافي. من جهة أخرى، كشفت تومي عن مشروع جديد خاص بالكتاب والذي سيتم عرضه على الأمانة العامة لمناقشته قريبا. وتحدثت الوزيرة على إنشاء قرابة 960 مكتبة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبر 1541بلدية و250 مكتبة من طرف وزارة الثقافة تحت لواء وغطاء قانوني، حيث قامت الوزارة بتجهيزها وضمان مؤطرين لها. وأضافت أن الهدف من وراء صالونات الكتاب، هو دعم الكتاب ذاته و إرساء المقروئية لدى الفرد الجزائري، مذكرة بمهرجان أدب الشباب الذي سينطلق شهر جوان المقبل وكذا مهرجان الشريط المرسوم. وصرحت المتحدثة، أنه خلال سنة 2014 سيتم تنظيم ثلاث معارض للكتاب في كل من مناطق شرق غرب وجنوب البلاد . من جهة أخرى، عرجت وزيرة الثقافة، إلى المسابقة التي تنظمها الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي والخاصة بتنظيم ورشات كتابة باللغات الثلاث المعمول بها في الجزائر، منوهة، بأنه تم إنشاء مركز وطني للكتاب، قصد الإشراف على تنظيم و تسيير المكتبات، هذا من جهة، و القيام بإحصاء المقروئية في الجزائر من جهة ثانية، وذلك بالاعتماد على تقنية سبر الآراء و كذا البحوث والدراسات التي تنجز في هذا الإطار. و أشادت من جهتها، بالدور الذي يلعبه صندوق الإبداع في دعم إنتاج الكتب وتنظيم ورشات للكتابة ،والذي تم إنشاءه استنادا بطلب من كتاب جدد ينشطون في الساحة الأدبية. وعن سر مشكل نقص المكتبات في الجزائر وتحويل معظم المكتبات إلى محلات "فاست فود" قالت خليدة تومي: "إن الجزائر يحكمها نظام السوق الحر والأشخاص هم أحرار في اختيار المهنة ولا يمكننا منعهم ،والذي يمكن أن تقوم به الدولة في هذا السياق، متعلق بدعم أصحاب المكتبات من خلال تكوين مكتبيين خاصين من فئة الشباب." وعرجت المتحدثة إلى سياسة الكتاب في الجزائر والتي قالت فيها:" إننا بصدد البحث عن صناعة كتاب و ذلك لا يتحقق إلا من خلال إعادة النظر في حلقاته و في شبكة توزيعه ." وأضافت انه لابد من إدراج بعض النصوص الأدبية في المنهج الدراسي ، مشددة على دور الإعلام في التشجيع على المقروئية، لتبقى هذه الأخيرة شيء مكتسب وليس بفطري. و ذكرت خليدة تومي، بأن هدف الدولة هو فعل كل شيء يخص الثقافة فقط من أجل ضمان الفعل الثقافي للمواطن الجزائري في جميع المجالات الثقافية ، و وزارة الثقافة تخلق الظروف المناسبة لجميع المهتمين بهذا الشأن، من أجل تفعيل حقيقي للبرنامج الذي سطرته لتطوير والارتقاء بالثقافة الجزائرية عاليا.