قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أية محاولات للتدخل الخارجي في سوريا محكوم عليها بالفشل مؤكدا في الوقت نفسه أن عقود توريد صواريخ "اس-300" إلى سورية لم تنفذ بعد. وشدد الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي عقب قمة روسيا - الاتحاد الأوروبي في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية أمس أن كافة العقود الموقعة مع سوريا تتماشى مع القانون الدولي، وقال بوتين: "فيما يخص صواريخ "إس-300" فإنها من أفضل المنظومات المضادة للجو في العالم إنها سلاح مطور نحن لا نريد الاخلال بميزان القوى في المنطقة، لقد تم التوقيع على العقد بشأن توريد "إس-300" منذ عدة سنوات ولكنه لم ينفذ بعد"، وبشأن قرار الاتحاد الأوروبي برفع حظر توريد الأسلحة إلى المعارضة السورية قال بوتين إنه يبعث على الخيبة ، من جهة أخرى قالت لجنة تحقيق الأممالمتحدة بشأن سوريا المعنية بحقوق الإنسان إن لديها "أسبابا معقولة" للاعتقاد باستخدام محدود لأسلحة كيمياوية في أربع هجمات على الأقل في سوريا، كما اعتبرت اللجنة في تقرير أمام مجلس حقوق الإنسان أمس أن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب "أصبحت واقعا يوميا" في الأراضي السورية، ودعت دمشق للسماح لفريق من الخبراء بزيارة البلاد وأوضحت لجنة تقصي الحقائق الأممية في أحدث تقرير لمحققيها الذي اعتمد على مقابلات مع ضحايا ومسؤولين طبيين وشهود عيان تلقي مزاعم عن استخدام قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة أسلحة محظورة إلا أن معظم الشهادات ترجح استخدام القوات الحكومية لهذه الأسلحة، وأشار رئيس لجنة التحقيق الأممية باولو بينيرو خلال مؤتمر صحفي في جنيف أمس إلى أنه رغم ذلك تعذر بناءً على الأدلة المتاحة تحديد العناصر الكيمياوية التي استخدمت على وجه الدقة أو أنظمة إطلاقها أو مرتكبيها، وبين أن الشهود الذين أخذنا أقوالهم بينهم ضحايا ولاجئون فروا من بعض المناطق وأطقم طبية رافضا أن يكون أكثر تحديدا لسرية الموضوع، وفحصت اللجنة أربع هجمات بمواد سامة في مارس وأفريل الماضيين لكنها لم تتمكن من تحديد الطرف الذي يقف وراء هذه الهجمات، وضم الفريق أكثر من 20 محققا وأجرى 430 مقابلة في الفترة بين 15 جانفي و15 ماي الماضيين مع لاجئين لدول مجاورة ومع أناس في سوريا من خلال خدمة سكايب، والحوادث الأربع وقعت في خان العسل قرب حلب يوم 19 مارس وفي العتيبة قرب دمشق في نفس اليوم وفي حي الشيخ مقصود في حلب يوم 13 أفريل وفي مدينة سراقب يوم 29 أفريل وكتب الخبراء في تقريرهم أن "هناك حوادث أخرى أيضا قيد التحقيق" ، في سياق ذي صلة استنكر الأزهر الشريف بشدة التدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدد المنطقة كلها ويدعو الشعب السوري لبذل كل ما يستطيعه من أجل وحدته ووحدة أراضيه، وجدد الأزهر الشريف في بيان له أمس إدانته الشديدة لاستمرار سفك الدماء البريئة ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان وانتهاك حقوق المدنيين والخرق الصارخ للقانون الدولي، داعيا جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف التصعيد الخطير حفاظا على أرواح المدنيين ودرءا للمصير القاتم السواد الذي يحاول البعض جر المنطقة برمتها إليه وبخاصة ما يحدث في القصير من محاصرة وقتل وتشريد.