تقدمت 19 منظمة حقوقية أمريكية بشكوى قضائية ضد وكالة الامن القومي بسبب برنامجها لجمع بيانات الاتصالات الهاتفية الذي كشف تفاصيله المستشار السابق في الوكالة ادوارد سنودن متهمة الوكالة بانتهاك حقوقها الدستورية وحرية التعبير. ورفعت الشكوى منظمة -الكترونيك فرونتير فاوندايشن- -ايه اف اف- غير الحكومية التي تعتبر من أبرز المنظمات المدافعة عن حقوق مستخدمي الانترنت، وذلك باسم منظمات وجمعيات مختلفة بما في ذلك كنيسة معمدانية في لوس انجليس ومنظمة للدفاع عن حقوق مالكي الاسلحة ومنظمة غرينبيس ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وفي شكواهم قال المدعون ان عملية الجمع الممنهجة لبيانات كل الاتصالات التي تتم عبر الولاياتالمتحدة -الارقام المتصل بها ومدة الاتصال- تتيح للحكومة الفدرالية مراقبة انشطة هذه الجمعيات والمنظمات وتحديد هويات المنتسبين اليها، وقالت سيندي كوهن المحامية في -الكترونيك فرونتير فاوندايشن- أن خوف البعض من أن يجدوا انفسهم وقد انكشفوا بعد مشاركتهم في نقاشات سياسية حول مسائل ملتهبة يمكن ان يثني الناس عن المشاركة في هذه النقاشات، و أضافت أنه لهذا السبب اعتبرت المحكمة الدستورية في العام 1958 ان لوائح اعضاء الجمعيات تتمتع بحماية قوية بموجب التعديل الاول للدستور الذي يكفل حرية التعبير، ومنذ أن سرب سنودن في بداية جويلية تفاصيل برامج التجسس التي تتبعها وكالة الامن القومي لا يكف مسؤولو الاستخبارات الأمريكية عن التأكيد ان هذه البيانات المجمعة لا يتم استغلالها الا في حالة الاشتباه بعلاقتها بنشاط –ارهابي- وان الاستماع الى فحوى هذه المكالمات دونه اجراءات قضائية، وتأتي هذه الدعوى لتضاف إلى سلسلة شكاوى رفعتها منظمة -ايه اف اف- وجمعية الدفاع عن الحريات المدنية -ايه سي ال يو-، وهي دعاوى قضائية تزيد من الضغوط التي تتعرض لها ادارة الرئيس باراك اوباما للكشف عن برامج التجسس والتنصت التي كشفها سنودن، في السياق حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس تهدئة الأمور بعد طلب اللجوء الذى قدمه المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن مؤكدا أن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة "أكثر أهمية" من "المشاجرات" حول هذه القضية، وقال بوتين للتليفزيون "برأيي أن العلاقات بين الدول أهم بكثير من المشاجرات المحيطة بعمل الأجهزة الأمنية"، وأضاف "لقد نبهنا سنودن إلى أن أي نشاط له يمكن أن يسيء للعلاقات الروسية-الأمريكية غير مقبول"، وكان سنودن طلب في مطلع جوان اللجوء السياسي إلى روسيا لكنه سحب طلبه بعدما فرض عليه بوتين شرطا بأن يوقف أنشطته المتعلقة ببرنامج التنصت الإلكتروني الأمريكي، وبعد الإعلان عن طلبه اللجوء المؤقت كررت واشنطن دعوتها إلى إبعاد سنودن إلى الولاياتالمتحدة حيث يواجه اتهامات بالتجسس بسبب ما كشفه عن عمليات تنصت إلكترونية أمريكية في الخارج، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى "موقفنا إنه ينبغي طرد سنودن وإعادته إلى الولاياتالمتحدة ويجب عدم السماح له بمزيد من السفر إلى الخارج إلا للعودة إلى الولاياتالمتحدة"، وأكد بوتين "لدينا أهدافنا الخاصة في تطور العلاقات مع الولاياتالمتحدة نحن دولة مستقلة مع سياسة خارجية مستقلة"، وألمح بوتين إلى أن سنودن سيغادر روسيا في نهاية المطاف قائلا: "لدى انطباع بأن إدوارد سنودن لم يحدد أبدا هدفا له البقاء بشكل دائم في روسيا"، وخلص إلى القول "إنه شاب وصراحة لا أفهم كيف قرر "نشر ما كشفه" وكيف سيكمل حياته لكن هذا خياره ومصيره".