أكد جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس أن المتعهد السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن الذي لا يزال عالقا في مطار موسكو بعد تسريبه وثائق الوكالة يعتزم كشف المزيد من الأسرار التي ما زالت بحوزته وأن لا حيلة بيد الحكومة الأميركية لمنعه. وقال أسانج المقيم في سفارة الإكوادور في لندن خلال مقابلة تلفزيونية: "ليس هناك ما يمكن أن يوقف عملية النشر في هذه المرحلة وان احترازات كبيرة اتخذت للتوثق من بقاء سنودن في منأى عن ضغوط أي دولة لوقف عملية النشر" وكانت الوجبة الجديدة من وثائق وكالة الأمن القومي التي سربها سنودن لصحيفة دير شبيغل الألمانية وصحيفة الغارديان البريطانية كشفت أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتجسس على مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطن ونيويورك وبروكسل وسفارات دول حليفة مثل فرنسا وإيطاليا، وكسر عميل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن حاجز صمته منذ وصوله إلى روسيا قبل نحو عشرة أيام واتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بمحاولة منعه من ممارسة حقه في طلب اللجوء كما هدد بالكشف عن مزيد من الأسرار، وفي بيان نشره موقع "ويكيليكس" الإلكتروني قال سنودن إنه بعد أيام من تصريح أوباما بأنه لن يسمح بأي "توافقات" دبلوماسية بشأن قضيته أمر نائبه جون بايدن بالضغط على قادة الدول التي طلب منها سنودن اللجوء لرفض طلباته، وشكا سنودن من أنه رغم عدم إدانته بشيء فإنه تم سحب جواز سفره وقال "تتبنى إدارة أوباما الآن استراتيجية استخدام المواطنة كسلاح، " وأضاف "هذا النوع من الخداع من زعيم عالمي ليس من العدالة.. هذه هي أدوات العدوان السياسي السيئة القديمة"، وأوضح كذلك في بيانه أنه غادر قبل أسبوع هونغ كونغ بعدما بات واضحاً له أن حريته وسلامته معرضة للخطر لأنه كشف الحقيقة، وشدد على أن حريته حتى الآن هي بفضل جهود أصدقاء جدد وقدامى والعائلة وأشخاص لم يسبق أن تعرف عليهم، وقال سنودن أيضا إن الولاياتالمتحدة "كانت طوال سنوات واحدة من أكثر الدول المدافعة عن حق الإنسان في اللجوء لكن للأسف فإن حكومة بلادي الحالية ترفض هذا الحق الوارد في المادة 14 من شرعة حقوق الإنسان العالمية"، بدورها أعلنت الخارجية الأميركية أمس الأول أن سنودن الذي يواجه تهما بالتجسس، ما زال مواطنا أميركيا وله الحق انطلاقا من هذه الصفة ب"محاكمة عادلة" في حال عاد إلى الولاياتالمتحدة، في الشأن ذاته تراجع إدوارد سنودن عن نية البقاء في روسيا بعد اطّلاعه على موقف الرئيس فلاديمير بوتين وشروط البقاء، وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي ا "بالفعل طلب سنودن البقاء في روسيا لكنه بعد أن علم بالأمس بموقف الرئيس حول شروط البقاء تراجع عن طلبه وهو الآن لا يريد أن يبقى في روسيا، وكان بوتين قد صرح أمس الأول بأنه "إذا كان سنودن يريد البقاء في روسيا فيجب عليه الكف عن نشاطه المناوئ للمصالح الأمريكية، مهما كان هذا غريبا، لكن لا يبدو أنه سيكف عن هذا العمل إذ أنه يرى نفسه مناضلا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان".