لم يجد الروائي وسيني لعرج من وسيلة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية سوى إطلاق روايته الأخير والتي تحل اسم "سيرة المنتهى" من متحف محمود درويش في رام الله، حيث دخل الأراضي المحتلة بالضفة الغربية قادما إليها من الأردن عبر بوابة جسر الملك حسين، حيث يسطر جنود الكيان العبري على بوابة المعبر وهم من يقرر من يدخل ويخرج إلى الأرض المحتلة.. ونشر الروائي لعرج على جداره بمواقع التواصل الاجتماعي عديد الصور التي تبرز دخوله الأراضي المحتلة بقصد المشاركة في فعاليات حفل إطلاق روايته "سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني" في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش، بطولكرم بالضفة الغربية أمس الأول، حيث نشر على جداره كلمة قال فيها "عليك السلام يا أرض السلام والأنبياء. لن يمنعك قتلة الروح والنور والحب والخير من الحياة لأنك أنت الحياة. هنا أنت، حيث لا قوة في الدنيا تهدك أو تسرق حلمك. لن نفترق إلا لأراك ثانية ما دام في العمر بقية. ألقاك حتما ذات عودة أو ذات حلم."، بالإضافة لنشره لعديد الصور التي توقع دخوله الأراضي المحتلة. وفي السياق ذاته، تنازل الأعرج، عن حقوقه المادية من روايته السيرية "سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني"، معتبرا ذلك دعم للحركة الأدبية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجاء ذلك خلال حفل توقيع الرواية مساء الأحد الفارط، بحضور عدد من المشاركين والأدباء والصحفيين والفنانين في دار إسعاف النشاشيبي في الشيخ جراح، بالتعاون مع متحف محمود درويش، ودار الطفل العربي في القدس. وحللت الأكاديمية إبراهيم الرواية أمام الحضور، مبينة أن الأعرج خرج عن نظام المألوف فيما يتعلق بالسير الذاتية التقليدية، بمؤلفه الأخير، فسيرته لم تستند إلى نظام تقليدي مرجعي معين، إضافة إلى أسلوب المزج بين الحقيقة والخيال داخل النص، والعنوان اللافت للرواية والصور الفنية والأدبية المميزة. وعن هذا الشق أفاد واسيني الأعرج مقولة الكاتبة غادة السمان "على الكاتب أن يكتب سيرته الذاتية بنفسه"، موضحا أن من يرغب في كتابة سيرة حياة كاتب معين عليه أن يرجع إلى سيرته التي كتبها هو بنفسه وبكل تفاصيلها فتكون بالنسبة له "كمادة خام" أو "مرجع"، وقال "إن موضوع التنازل عن حقوقه المادية في الرواية لصالح الأسرى هو فعل رمزي لنبين لهؤلاء الأسرى أنهم ليسوا وحدهم، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي نملكها في هذه الظروف'، ليتم في نهاية النقاش تم توقيع الرواية التي تنازل لأعرج عن مردودها المادي لدعم الحركة الأدبية للأسرى في سجون الاحتلال. وللإشارة، تقع رواية "سيرة المنتهى" في خمسمائة وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط وصدرت عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، كما تعتبر هذه الزيارة هي الثانية للأعرج بعد زيارة قادته إلى الأراضي المحتلة شهر جانفي من العام الفارط 2014. وتعتبر زيارة أو السفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في نظر الفلسطينيين نوعا فاضحا من التطبيع وقد طالبوا في عديد المرات من بعض الشخصيات وفي شتى المجالات إلغاء زيارتهم إلى الداخل الفلسطيني المحتل باعتباره تطبيعا مع الاحتلال، "باعتبار الكيان العبري كيان عنصري ومحتل ومعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية".